كلمة رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان السيد محمد شقير
الزملاء والاصدقاء معالي وزير العمل، ايها الحفل الكريم،
يبقى المعيار الاساس في تقييم نجاح السياسات الاقتصادية للحكومات بقدرة الاقتصاد على خلق فرص عمل والسيطرة على معدلات البطالة والتضخم. وقدرة الاقتصاد على ايجاد فرص عمل جديدة ترتبط ارتباطا مباشرا بنمو الناتج المحلي واقناع المستثمر المحلي والاجنبي باقامة مشاريع في البلد. وبناء على هذا المعيار تستمر حكومات او تسقط، هذا في الدول الديمقراطية التي تنعم باالانتقال السلمي للسلطة. لقد انعم الله على لبنان بمناخ جميل ومميز كما انعم ايضا على لبنان بطاقات بشرية اثبتت انها الخزان الاستراتيجي للاقتصاد.
ان عجز التبادل التجاري هي من الامور التي تحتاج الى تقليص، لكن العجز الحقيقي هو الهوة بين صادرات لبنان وهجرة الطاقات اللبنانية الى الخارج في كافة المجالات. هذه المشكلة المزمنة تتطلب تضافر الجهود بين القطاع الخاص والحكومة من اجل تشجيع مناخ الاستثمار في لبنان وخلق فرص عمل تليق بالطاقات اللبنانية وتؤمن لها مستلزمات الحياة الكريمة. فنزيد من صادرات منتجاتنا ونحد من هجرة شبابنا.
ان من اخطر الامورالتي تؤدي الى انكماش سوق العمل هي ان تقوم الدولة باتخاذ اجراءات غير مدروسة وتصدر مراسيم لا تستند على معطيات علمية، ما يؤدي الى اشاعة جو من عدم الاستقرار الاقتصادي وبالتالي هجرة المؤسسات وانكفاء الشركات عن المجيء الى لبنان.
ان حماية العمال اساسي كما ايضا حماية المناخ الاستثماري في البلاد. نحن في غرف التجارة نسعى لان نكون صلة الوصل بين القطاع الخاص والحكومة خصوصا و ان مصلحة التجار متلازمة مع مصلحة العمال. وكما ان القطاع الخاص يتأثر مباشرة بحركة العرض والطلب ويتأقلم مع المتغيرات فان على الدولة ايضا ان تواكب التحديات وان تمول برامج تدريب وتاهيل لليد العاملة للحفاظ على القدرات التنافسية.
ان هذا المعرض هو معرض تحول الى مؤسسة نتيجة حاجة السوق اليه ونتيجة قدرة منظميه على مواكبة متطلبات السوق اللبنانية والاقليمية. ان التحدي الاكبر يكمن بقدرة الاقتصاد على خلق فرص عمل بحجم الطاقات الشابة التي تدخل هذا السوق سنويا. ان نسبة حملة الشهادات في لبنان اصبحت مرتفعة مقارنة بقدرة الاقتصاد على تلبية الطاقات الجديدة. هذا لا يتطلب معجزة انما سياسة اقتصادية همها تحقيق نمو وزيادة الانتاج، وعندها فقط سنوقف نزيف هجرة الطاقات اللبنانية الى الخارج.
مجددا احيي منظمي هذا المعرض واتمنى نجاح المعرض كما في السنوات السابقة.