بيروت في 28 تشرين الاول 2015
افتتح رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير بمشاركة سفراء المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري والكويت عبد العال القناعي والامارات حمد سعيد الشامسي والقائم بالاعمال بالانابة في سفارة قطر حمد بن حمد آل ثاني والقائم بالاعمال في سفارة سلطنة عمان خالد بن علي حردان، رئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار، اليوم، مكتب تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية – الخليجية في غرفة بيروت وجبل لبنان، بحضور رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس، رئيس غرفة صيدا والجنوب محمد صالح، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، عميد الصناعيين جاك الصراف، نواب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد لمع وغابي تامر ونبيل فهد، رئيس غرفة التجارة الدولية – لبنان وجيه البزري، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، رئيس اتحاد تجار جبل لبنان نسيب الجميل، رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز شارل عربيد، نائب رئيس جمعية المصارف سعد الازهري ، رئيس جمعية المعارض والمؤتمرات ايلي رزق، رئيس المجلس الوطني للاقتصاديين اللبنانيين سمير رحال، رئيس جمعية منشئي وتجار الابينة في لبنان ايلي صوما، رئيس جمعية تجار مار الياس عدنان فاكهاني، وحشد كبير من رؤساء الجمعيات والنقابات الاقتصادية ورجال اعمال.
شقير
وفي حفل الافتتاح، تحدث بداية شقير، فقال: " سعادة السفراء أهلا وسهلا بكم، في بيتكم وبين أهلكم، انها تحية من القلب نريد ان نرسلها اليوم من غرفة بيروت وجبل لبنان "بيت الاقتصاد اللبناني" الى دول الخليج العربي وقياداتها وشعبها، تحية حب وتقدير ووفاء لكل هذا العطاء والاحتضان والمعاملة الحسنة التي تخصون بها لبنان وشعبه، وخاصةً اللبنانيين العاملين في دول الخليج الشقيقة". واضاف: "نحن في لبنان، نقول لكم ان لبنان وشعبه سيبقيان على العهد، عهد الاخوة والحب والتقدير والاخلاص، نقول لكم ان قلوبنا وبيوتنا مفتوحة لكم، نقول اننا اشتقنا لعودة الزمن الجميل الذي يعج فيه لبنان بالاشقاء الخليجيين عاصمة وساحلا وجبلا، إيذانا بأن لبنان بألف خير"، مؤكدا ان "الوجود الخليجي في لبنان هو الاختبار الحقيقي على أن لبنان بألف خير، على ان لبنان في فترة استقرار وازدهار، وانه في أعلى درجات تألقه وجماله ورونقه".
وقال شقير: "هذه هي الحقيقة من دون مواربة. فبالاضافة الى ان دول الخليج هي أكثر من دعم لبنان ووقف الى جانبه في السراء والضراء، فهي تشكل الاسواق الرئيسية للصادرات اللبنانية، والاستثمارات الخليجية في لبنان تشكل معظم الاستثمارات الاجنبية، والسائح الخليجي يأتي في المرتبة الاولى من دون منازع، وهي أيضاً وفي ظل المحنة التي يمر فيها بلدنا منذ العام 2011، التي تتنوع فصولا وتزداد حدة، نقولها بصراحة، لولا احتضان دول الخيلج لهذا العدد الكبير من اللبنانيين والتحويلات التي يرسلونها الى بلدهم وعائلاتهم لكنا في اسوأ أزمة اقتصادية واجتماعية على الاطلاق".
وأكد شقير انه "انطلاقاً من وعينا لهذه الحقيقة الساطعة وتقديرنا لأهميتها الاستراتيجية، عملنا في غرفة بيروت وجبل لبنان بفعالية كبيرة على تنمية العلاقات الاقتصادية بين لبنان وهذه الدول، مركزين على زيادة التفاعل والتعاون بين القطاع الخاص اللبناني ونظيره الخليجي".
واشار الى "اننا قمنا في هذا الاطار، بزيارات عدة وعقدنا اجتماعات متلاحقة مع قيادات القطاع الخاص الخليجية، كما أقمنا "اسبوع لبنان في المملكة العربية السعودية" الشهير في جدة، وفي الربيع الماضي قمنا بجولة شملت الدوحة وأبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان التقينا خلالها كبار المسؤولين الدولة في القطاع الخاص المعيين بالشأن الاقتصادي، كما اننا في صدد التحضير لزيارة جديدة تشمل ابو ظبي ومسقط في الشهر المقبل".
وقال شقير: "اليوم وأمام هذا الحفل الكريم، نعلن بفخر واعتزاز افتتاح مكتب تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية – الخليجية في غرفة بيروت وجبل لبنان، الذي جاء ثمرة كل هذه المؤتمرات واللقاءات وتنفيذا للاتفاقات مع رؤساء الغرف الذين التقينا بهم خلال زيارتنا الأخيرة، ليشكل منصة أساسية لمتابعة عمليات التنسيق والتواصل ووضع أطر عملية لكل التفاهمات التي حصلت أو ستحصل مع نظرائنا الخليجيين موضع التنفيذ. كل ذلك بهدف الارتقاء بعلاقات لبنان الاقتصادية مع هذه الدول الشقيقة الى مستوى العلاقات الاخوية التي ربطتنا بهم على مر التاريخ".
وشدد على "اننا اليوم نرفع مدماكا جديداً في هيكل علاقاتنا الثنائية، على أمل وبهمة وسعادة السفراء ودعمهم، ان نتمكن من تنفيذ انطلاقة جديدة في مسار علاقاتنا الاقتصادية الثنائية، وتحقيق أهدافنا المرجوة في جعلها مثلا يحتذى به في الوطن العربي، بما يعود بالفائدة والخير على بلداننا وأهلنا في لبنان والخليج".
القصار
والقى القصار كلمة قال فيها: " أرحب بكم جميعا في هذا اللقاء الذي يعقد بمبادرة كريمة من رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان العزيز محمد شقير، بمناسبة إطلاق مكتب تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية – الخليجية. وهذه الخطوة تمثل انطلاقة جديدة مباركة، ونتطلع إليها لإعادة الزخم والحيوية لعلاقاتنا الغالية، ولتوسيعها وتعميقها على كافة المستويات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية".
واضاف: "أنتم تعلمون مدى ارتباط الاقتصاد اللبناني بدولكم، إن لناحية احتضان مئات الآلاف من اللبنانيين العاملين فيها، أم لجهة كونها تشكل أكبر سوق للمنتجات اللبنانية، في حين تمثل الاستثمارات والسياحة الخليجية رافعة أساسية لاقتصادنا الوطني. والواقع أن متانة هذا الارتباط نابع من الخيار المشترك لنا ولدولكم جميعا بارتباطنا جميعا بالمصير والانتماء العربي الواحد، وبالقناعة المشتركة والعميقة بأهمية تكاملنا وتعاوننا المشترك سبيلا إلى التنمية والرخاء لشعوبنا".
واكد القصار أن "القطاع الخاص اللبناني بكافة قطاعاته يرى من أولوياته بناء أفضل العلاقات مع دول الخليج العربية كافة، ولا سيما وأننا نرتبط معها ارتباطا أخويا بكل ما تحويه الكلمة من معاني إنسانية، خصوصا وأن لبنان لم يرى منها سوى الخير والمحبة الخالصة والوقوف إلى جانبه في السراء والضراء، ومهما كانت المصاعب والتحديات".
وخاطب القصار سفراء دول مجلس التعاون الخليجي، قائلا: "أوصيكم بكل محبة أن تنقلوا ما تحملونه من مودة ومحبة للبنان وعن لبنان إلى دولكم، وأن تنقلوا مشكورين رسالتنا، بأن أهل الخليج هم أهلنا، وشراكتنا معهم شراكة مصيرية مبنية على الثقة الغالية التي نعتز بها ونحافظ عليها برموش العيون".
القناعي
وتحدث القناعي باسم سفراء دول الخليج، فأشاد بالجهود الذي يقوم به شقير، رغم الظروف التي تمر فيها المنطقة وليس لبنان فقط، لتفعيل وتأطير العلاقات وتدعيمها بين دول مجلس التعاون الخايجي ولبنان، وهي محل تقدير وثناء من قبلنا جميعا".
وقال: "في مناسبة تدشين مكتب تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية - الخليجية ، أؤكد ان علاقاتنا أصيلة ومتجذرة، وهي لسيت فقط مصيرية انما أبدية، لذلك أؤكد انها ستستمر بهذا المستوى رغم كل الظروف، لان الارادة موجودة والقرار موجود للاستمرار بهذه العلاقات الاخوية سواء على المستوى الرسمي أو على مستوى القطاع الخاص الذي يشكل رافعة اساسية لتدعيم العمل الحكومي بين دولنا".
وأكد القناعي ان الاستثمارات ستستمر والتعاون التجاري سيستمر وروح المحبة والاخوة ستتمكن من تجاوز ما استجد من مصاعب بسبب ما تمر بها بعض الدول العربية لناحية نقل البضائع او ايصال المنتجات اللبنانية الى الخليج".
وقال: "طالما ان الروح موجودة والارادة موجودة سيستمر التعاون وستزيد الاستثمارات وسيزيد التبادل التجاري بين لبنان ودول الخليج، واكيد طالما هناك من امثالكم يعملون بكل جهد لتعزيز هذه العلاقات وتقويتها".
واكد القناعي ان "علاقتنا ستستمر وستتأصل وستزيد يوما بعد يوما، وسنقضي على ما يستجد من مصاعب، وقلوبنا مفتوحة لكم سواء على المستوى الحكومي او على مستوى القطاع الخاص، ونأمل ان تستمر مثل الزيارات التي تقومون بها لتقريب وجهات النظر وتعزيز العلاقات بين القطاع الخاص في لبنان والخليج"، شاكرا شقير على "هذه المبادرة، وقال: نحن على استعداد للتعاون والمساعدة في انجاح مهامكم".
عسيري
وختما القى عسيري كلمة قال فيها: " يسعدني ان اتواجد بينكم اليوم بدعوة كريمة من سعادة الاخ الاستاذ محمد شقير للمشاركة في إطلاق مكتب تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية الخليجية وان اثمّن الجهود الكبيرة التي يقوم بها سعادته مع معاونيه وكافة هيئات القطاع الخاص في سبيل المصلحة الاقتصادية العليا للبنان والمساهمة في تنشيط هذا القطاع الحيوي الذي يعود بالنفع على الوطن والمواطن".
وأضاف: "لأن الاقتصاد اللبناني يتنفس من الرئة العربية والخليجية بنوع خاص، فإنه من الجيد توجيه الاهتمام الى كيفية تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية الخليجية بدءا بإجراء تقييم للمعوقات التي تؤثر على نموها ومن ثم وضع خطط عملانية حديثة تهدف الى تطويرها ورفعها الى اعلى مستوى. فالحرص على تنمية هذه العلاقات قائم لدى الطرفين، واتحدث في هذا الصدد عن المملكة العربية السعودية التي لم توفر أي جهد في هذا السبيل انطلاقا من محبتها للبنان وشعبه ورغبتها في تطوير اقتصاده وازدهار كافة قطاعاته لينعم شعبه الشقيق بالرخاء الذي يستحقه"، مؤكدا ان "كافة الدول الخليجية تنطلق من الحرص ذاته ، ومواقفها التي تآخي مواقف المملكة على مدى سنوات تعبّر عن نفسها. من هنا ، فنحن نتشارك واياكم فرحة إطلاق هذا المكتب والتمنيات الطيبة بأن يحقق الاهداف المرجوّة منه".
وقال عسيري: "تعلمون جميعا ، وانتم من اهل الخبرة والاختصاص، ان الاقتصاد بشكل عام والاستثمار بشكل خاص يحتاج الى عاملين اساسيين : الاستقرار السياسي والاستقرار الأمني، ويضاف اليهما خطط علمية تقدمية وحركة لا تهدأ من قبل القيّمين على القطاع . ولبنان اليوم ، بحاجة الى تثبيت هذين العاملين ليتسنى له تخطي هذه المصاعب التي تواجه قطاعه الاقتصادي بالشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص، وانني لا اقول هذا الكلام من باب التشاؤم او الاحباط ، بل على العكس، انطلاقا من ايماني بروح المسؤولية الوطنية التي تتحلى بها القيادات اللبنانية التي تعي خطورة استمرار تدهور الاقتصاد، وبالقدرات الهائلة التي تختزنها هيئات القطاع الخاص والتي تستطيع اجتراح المخارج والمشاريع التي تعيد الاقتصاد اللبناني الى سابق عهده الزاهر، عنيتُ بهذه القدرات، الخبرة والمعرفة والعلم والقدرة المتميزة على التواصل والشخصية المنفتحة والتي تمثلونها جميعكم خير تمثيل".
وقال: ":تعلمون ايضا ان تثبيت الوضع السياسي يبدأ بمواصلة الحوار بنوايا طيبة وانجاحه ، وبتمكين الحكومة من الاستمرار باداء واجبها الوطني وبالتوصل دون ابطاء الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية لتستقيم هيكلية الدولة ويفعّل عمل المؤسسات ودورها وتعود ثقة المجتمع الدولي بلبنان . كما ان تثبيت الوضع الامني يتم بمتابعة واستكمال تطبيق الخطط الامنية واشعار الداخل والخارج بالدور الذي تقوم به السلطات الامنية اللبنانية في الامساك بزمام الامور وتحقيق الاستقرار"، مشددا على ان "هذه البيئة السياسية والامنية هي التي يحتاجها الاقتصاد اللبناني ليتمكن من النهوض من كبوته ومن ان ينمو ويزدهر في ظل تفاعل لبناني لبناني، ولبناني خليجي يرفده، فيما الاستمرار بالوضع السياسي القائم اخشى انه يحملني على القول ان التفاعل فيه يكاد يكون على قدر كبير من الصعوبة".
وأكد عسيري "بقدر حرصكم على لبنان وامنه واستقراره وازدهار اقتصاده، تحرص المملكة العربية السعودية ، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله عبّر عن هذا الحرص في اكثر من مناسبة امام المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم ، لا بل انه يحمّلهم ذلك كوصية أخوية من قائد محب وشعب محب للبنان وشعبه".
وقال: "وانني من على هذا المنبر ، ومن هذا المقر ، بما له من دور فاعل في تطوير الاقتصاد اللبناني اناشد الجميع كل من موقعه بأن لا يوفروا أي جهد او دور او خطوة مهما كان حجمها في سبيل مصلحة لبنان وازدهاره ، فلبنان عزيز، ويستحق الكثير".
وختم قائلا: "ابارك لكم اطلاق مكتب تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية الخليجية ، واشكركم مجددا على دعوتي ".
إزاحة الستار
بعد ذلك توجه الجميع الى مكتب تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية – الخليجية، حيث أزاح شقير والسفراء البستار عن لوحة المكتب، ثم جالوا في المكتب واطلعوا من شقير على آلية عمله والمهام التي سيقوم بها.
ثم انتقل الجميع الى نادي الاعمال في غرفة بيروت وجبل لبنان في الطابق الثالث، حيث اقيم غدء على شرف المدعوين.