بيروت في 22 كانون الاول 2016
أقام اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان برئاسة محمد شقير، حفلاً تكريماً لوزير المالية الأسبق جهاد أزعور، بمناسبة تعيينه مديراً إقليمياً لصندوق النقد الدولي لمنطقة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى، اليوم في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان، بحضور الرئيس فؤاد السنيورة، الوزراء السابقين وليد داعوق وفادي عبود وسامي حداد، عقيلة الوزير جان عبيد السيدة لبنى عبيد، رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار، شقير، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسنساس، مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة عليا عباس، عميد السلك الديبلوماسي جوزف حبيس، رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود، رئيس اتحاد رجال اعمال البحر المتوسط جاك الصراف، رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن، رئيس غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي، رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، نواب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد لمع وغابي تامر ونبيل فهد، رئيس المجلس الوطني للاقتصاديين اللبنانيين صلاح عسيران، رئيس جمعية المعارض والمؤتمرات ايلي رزق، رئيس جمعية شركات الضمان في لبنان ماكس زكار، قنصل لبنان في ميلانو وليد حيدر، رئيس اصحاب الشركات المستوردة للأدوية ارمان فارس، وحشد من رؤساء مجالس الاعمال والجمعيات والنفاباتن الاقتصادية.
شقير
بداية تحدث شقير فقال "أهلا بكم جميعاً في غرفة بيروت وجبل لبنان "بيت الاقتصاد اللبناني" في هذا الحفل المميز الذي تفوح منه رائحة النجاح والتميزّ والصعود الى أعلى المراتب العالمية". أضاف "بإسمي وبإسم القطاع الخاص اللبناني وبإسم الحضور أقول مبروك دكتور جهاد أزعور على توليك منصب المدير الإقليمي لصندوق النقد الدولي لمنطقة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى، فعلا انك تستحقه عن جدارة فأعمالك ونجاحتك وانجازاتك في كل المواقع التي توليتها تؤهلك لأي موقع في الداخل والخارج، فعلا انك فخر للبنان واللبنانيين".
وتابع شقير "اليوم نشهد نموذجا عن مسيرة اللبناني، وهي مسيرة مشرفة ومشرقة. فاللبناني ومنذ زمن بعيد شق طريقه في العالم ونجح وتألق وتبوأ أعلى المواقع ويكاد لا يمر يوما الا ونسمع عن قصص نجاح وريادة".
واكد "نحن في اتحاد الغرف اللبنانية وفي مقابل الهبوط الحاد الذي كانت تشهده دولتنا، وكي لا تطبق العتمة على صدور اللبنانيين وتفقدهم الأمل ببلدهم، كنا على الدوام نتلقف قصص النجاح التي يسطرها اللبناني، للإضاءة عليها ووضعها أمام الرأي العام كي نعطي الأمل بأنه رغم كل الظروف الصعبة فأنه مع وجود هذا اللبناني لا خوف على لبنان".
وقال شقير "اليوم نحن في لبنان مع انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية وتشكيل الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري، نأمل ان نكون انتقلنا نهائيا الى مرحلة جديدة أساسها بناء الدولة، lمرحلة تكون فيها الاولوية للإستجابة لمتطلبات الحياتية للناس، وخلق بيئة حاضنة للشباب اللبناني، من أجل تمكينهم من توظيف طاقاتهم هنا في بلدههم والمساهمة في نهضته واعادته مركزا اقتصايا مميزا في المنطقة ولؤلؤة البحر المتوسط". اضاف "من يقول ان ما اتحدث عنه مستحيلا، ليس هناك من مستحيل على اللبناني، فقط نتمنى ان يتوفر الاستقرار الناجز والمناخ المناسب للأعمال، "والباقي علينا".
وبعدما كرر تهنئته لأزعور، توجه "بالمعايدة لجميع اللبناني بحلول عيد الميلاد المجيد، مع تمنياتي القلبية بسنة جديدة ملؤها الخير والبركة والاستقرار وراحة البال".
طربيه
والقى طربيه كلمة جاء فيها:
"الدكتور جهاد أزعور علم من أعلام لبنان الخفاقة في سماء التميز، خدم لبنان في الماضي وتبوأ اهم المناصب المالية والسياسية وعلى رأسها تعيينه وزيراً للمالية في زمن من أشد الأزمنة حراجة في تاريخ لبنان الحديث.
لقد قام دائماً بالمهام المنوطة به بترفع وأخلاقية مقرونة بالعلم والمعرفة والكفاءة وترك بصمات لا تمحى، لا تزال تشكل منارة وقدوة للشباب اللبناني إذا ما قدر لهم تسلم مسؤوليات بلدهم. وقد واكبت إداءه عن قرب من خلال خطي تماس دقيقين أولهم مسؤولياتي في القطاع المصرفي وتعاطي المتواصل مع وزارة المالية، وهي أم الوزارات المنوط بها إدارة مالية الدولة والدين العام والتعاطي مع المصارف المورد الأساسي لهذا الدين، أما خط التماس الثاني والأقرب الى نفسي، فهو كوني خدمت وزارة المالية في مطلع شبابي كرئيس لإدارة ضريبة الدخل فيها، وكنت منذ البداية مهتماً بتعزيز جهاز الضرائب وجذب أفضل الموارد البشرية للعمل فيه، وتأهيلها في الداخل والخارج ، وتحديث التشريع الضريبي وعصرنته، وبالتالي كنت متابعاً، ولا ازال، لما يفعله أي وزير على هذا الصعيد لأن مستقبل لبنان يتوقف على الوصول الى كفاية ضريبية تؤدي الى الاستغناء تدريجياً عن تصاعد المديونية العامة.
لقد ترك وزير المالية اللبنانية السابق جهاد ازعور إرتياحاً كبيراً في إدائه في وزارة المالية وفي غيرها من الوظائف التي شغلها في حياته المهنية. ولم يكن مفاجئاً لنا أن يعيّن جهاد في أي منصب رفيع في لبنان أو في الخارج، لذلك لقي تعيينه في صندوق النقد الدولي مديراً لإدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى ترحيباً حاراً من كل معارفه، ولعل أفضل ما قيل في هذا المجال ما نشره صندوق النقد الدولي بهذا الخصوص ومفاده أن الدكتور أزعور يتمتع بمنظور شامل متكامل، حيث أضطلع بأدوار قيادية عليا سواء في الحكومة اللبنانية كوزير مال اسبق أو في شركات القطاع الخاص ....، بما يؤهله لمساعدة الصندوق على المساهمة بشكل فعال في أهم قضايا الساعة التي تواجه المنطقة.
إنك بتعيينك في هذا المنصب الدولي تعطي بشائر لدور لبنان المقبل في المنطقة. إنه تحضير لدور لبنان في إعادة بناء الشرق الاوسط الملتهب وآسيا الوسطى المضطربة في مرحلة بعد إنهاء النزاعات القائمة. نحن نعيش اليوم في بلد مستقر نسبياً، تحيط به منطقة عدم إستقرار خطيرة، عكس ما كان في السابق حيث كنا البلد الأكثر إضطراباً في محيط راكد. أنت تعرف سبب النزاعات والحروب وعدم الاستقرار في المنطقة نتيجة التجربة التي مر بها بلدنا سابقاً، ونراهن على نجاحك من خلال منصبك الجديد في إعادة صياغة السياسات الاقتصادية والمالية الجديدة لخدمة المنطقة والمساعدة في إنتشال الملايين من الفقر، حيث يكون النمو الاقتصادي القاطرة الاساسية لإدارة التحولات الاجتماعية لتحقيق الاستقرار وإنهاء النزاعات وخدمة السلام في المنطقة والعالم".
أزعور
ثم تحدث ازعور فشكر الهيئات الاقتصادية وشقير على "هذا التكريم"، وتحدث عن تجربته مع القطاع الخاص اللبناني "التي التقينا فيها في محطات متعددة، لتداء من منذ العام 1999، حيث عايشت مرحلة الاصلاح الاقتصادي والمالي وكان القطاع الخاص شريكا اساسيا في هذه العملية". أضاف "بادر القطاع الخاص في مطلع عام 2000 لدعم مجموعة من الإجراءات الاصلاحية، التي كانت تعد صعبة كثيرا، وعلى رأسها الضريبة على القيمة المضافة، وفي تلك الفترة وقوف القطاع الخاص إلى جانب الحكومة والدولة جنبا الى جنب لمواجهة الازمات الكبيرة التي واجهت لبنان، وساهم في التحضير لمؤتمر دعم لبنان باريس 2 وهذا الدعم كان مقدمة للدعم الدولي وخاصة أنه بعد باريس 2 شهدنا نقلة نوعية كبيرة جدا على الصعيد الإقتصادي، لا سيما مع مبادرات القطاع المصرفي".
وأضاف "لا أنسى أيضا أنه بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان هناك خوفا كبيرا على البلد، ولولا إصرار القطاع الخاص على الإستمرار، وتأكيده على إيمانه بلبنان لما إستطعنا تجاوز المرحلة .. أيضا هناك محطات أخرى كحرب الـ2006 التي شهدت مبادرات كبيرة من قبل القطاع الخاص، وأثبت أنه سيبقى واقفا إلى جانب الدولة حتى في الحصار والدمار والحرب وإلى جانبها في مرحلة إعمار ما دمرته الحرب".
ولفت إلى ان "حجم الإستثمارات التي ضخت في لبنان بعد الحرب من قبل المبادرات الفردية والمؤسسات الخاصة كانت أكبر بكثير من ما حصل عليه لبنان في باريس 3 والبالغ 7.6 مليارات دولار".
وإعتبر أزعور أن "القطاع الخاص لعب دورا كبيرا في تحديد البوصلة بأكثر من مرحلة، وأكد دائما أن المحافظة على الإستقرار يأتي من خلال خلق فرص عمل، والمحافظة على الوضع الإجتماعي للمواطن، والتكامل بين دور المؤسسات ودور العمال، وكذلك الأمر فإن دور الدولة هو الاساسي في عملية نمو وتمكين اي إقتصاد .. والقطاع الخاص أخذ على عاتقه بأكثر من محطة مسؤولية القول ورفع الصوت وخاصة في مرحلة الفراغ الرئاسي".
وأكد اننا "في بداية عهد جديد، ومرحلة صعبة، خاصة أن لبنان عانى في المرحلة الماضية كثيرا فيما يخص نسب النمو والإستثمارات، التي إنعكست بدورها على الوضع الإجتماعي وخاصة لدى الشباب وخسرنا طاقات كبيرة جدا .. ولكن بنفس الوقت إنطلقت الكثير من المبادرات في المرحلة الماضية، ورأينا شبابا ينطلقون في مجال ريادة الأعمال وأسسوا شركات ومشاريع جديدة . لذلك نتمنى على الدولة في هذا العهد الجديد أن تأخذ بعين الإعتبار أن الشراكة مع القطاع الخاص هي الأساس، لأنه في كل المراحل الصعبة التي مر بها لبنان كان القطاع الخاص هو الداعم الوحيد"، مشددا على ان تاخذ الدولة موضوع الشراكة بين القطاعين العام والخاص كخطوةاساسية للبناء ولالتطور وتحقيق النمو الاقتصادي والازدهار والاستقرار الاجتماعي".
وقال ازعور ""ان القطاع الخاص اللبناني هو من أكثر القطاعات ديناميكية، ويمكن لأي دولة في العالم ان تراهن عليه ... من خلال الشراكة والثقة، لان مشاريع وافكار القطاع الخاص هي من سيساهم في عملية إعادة إطلاق الحركة الإقتصادية، وإعادة إعمار البنى التحتية اللبنانية، وتمكين لبنان للعودة إلى الساحة ولعب دوره في ظل التحديات التي تواجه المنطقة".
وعرض أزعور المهام الملقاة على عاتقه في موقعه في صندوق النقد الدولي مشيرا الى انها تطال 32 بلدا، المنطقة التي اغطيها في الصندوق"، مشيرا الى انه لديه مهام حساسة نظرا للمشكلات التي تضرب المنطقة. وقال "سنواجه تحديات اقتصادية كبيرة جراء انخفاض اسعار النفط والازمات الاقتصادية التي تضرب عددا من الدول".
الا انه لفت الى دور هام سيلعبه الصندوق في موضوعي تطوير القطاع المالي الاستقرار النقدي"، مؤكدا ان سيركز من خلال موقعه على استعادة النمو الاقتصادي وان ينعكس النمو على مستوى محاربة الفقر وخلق فرص العمل والتمكين الاجتماعي، وكذلك ربط الاصلاح بتحفيز الاقتصاد والتمكين الاجتماعي.
كما اكد انه من خلال موقعه سيركز ايضا على مساعدة لبنان في تخطي مشاكله، وقال "اللبنانيون كما اكدوا قدرتهم على مواجهة المشكلات وتخطي الصعاب وتحقيق الاستقرار كذلك ايضاً الانطلاق من جديد".
السنيورة
وتحدث الرئيس السنيورة فعرض مسيرة التعاون الطويلة بينه وبين أزعور "على مدى 16 عاما، والتي بدأت كمساعد ثم كزميل وصديق وأخ".
وقال الرئيس السنيورة "أجد ان هذا المنصب يستحقه أزعور عن جدارة، والذي هو تكريم لما عمله خلال هذه الفترات والذي اتسم باحترام الكفاءة والجدارة والانتاجية والمعايير الخلقية التي تعتبر الاساس للنجاح".
اضاف "عرفت ازعور بداية في وزارة المالية وخضنا سويا مع زملاء لنا عملية اصلاح اساسية في وزارة المالية". واكد ان الاصلاح هو ايمان بضرورة التلاؤم والتكيف مع المتغيرات من اجل حماية مصالح الناس ومن اجل احتواء التداعيات الكبيرة التي يمكن ان تحصل في حال لم يجر الاصلاح. فالاصلاح ليس أمرا نقوم به نقوم به عندما تحيط بنا الكارثة، انما عندما نكون قادرون على القيام به وليس عندما نكون مرغمين،لأنه عندها يكون أكثر تكلفة وإيلاما".
وقال الرئيس السنيورة "استنادا الى ما قام به أزعور عين وزيرا للمالية في فترة كانت صعبة جدا، لكن التحدي هو في كيف القدرة على خلق الفرص من رحم المشكلات". اضاف "ان تلك الاحداث التي مررنا بها استطاع لبنان ان يحتوي تلك الكارثة لا سيما العدوان الاسرائيلي واستطعنا ان نحول الكارثة الى اهم فترة في الاقتصاد اللبناني، حيث حققنا اكبر معدلات نمو واهم فوائض في ميزان المدفوعات وكذلك اهمّ الاصلاحات على الرغم من العراقيل لمنع عملية الاصلاح".
ولفت الى ان المنصب الذي يتبوأه ازعور في صندوق النقد الدولي اليوم، هو اعلى منصب حصل عليه لبناني في الصندوق، ومن أعلى المناصب التي حصل عليها اي لبناني في اي مؤسسة دولية".
ورأى ان "دوره سيكون اساسيا في الفترة المقبلة نتيجة المشكلات الاقتصادية الكبيرة التي تواجه العالم والمنطقة".
وتمنى الرئيس السنيورة على ازعور ان "يحمل معه التجربة اللبنانية الصعبة التي مررنا فيها في 2001 و2002 وبعد ذلك، وهو يعرف ماذا اقول. فالتحديات الجسام التي مررنا بها والتي بالارادة والاصرار والعمل المثابرة استطعنا ان نغير رأي صندوق النقد الدولي تجاه لبنان، واستطعنا ان نحمي لبنان ونحمي الفئات الأقل حظوة في الجسم اللبناني من اخطار كبيرة كانت يمكن ان تحصل على صعيد التقلبات في اسعار العملات والتي كانت ستحدث الكثير من التداعيات الاجتماعية، لذلك ادعوه ان يحمل تجربته كي يدفع هذه المؤسسات الدولية لانسنة عملها في تعاملها مع الدول ومن ضمنها دول شرق الاوسط".
وقال الرئيس السنيورة " اعتقد اننا في لبنان سنمر في الفترة القادمة بفترة صعبة نحتاج فيها للمزيد من التضامن والتضافر بين القطاع الخاص، علينا ان نحرص ان الجميع في زورق واحد"، مشددا على ضرورة ان تستعيد الدولة هيبتها ووقارها ودورها الحقيقي في عملية تحفيز العمل الاقتصادي. لذلك نحن نعول على هذا الدور وعلى الدور الذي يمكن ان تقوم به الحكومة الجديدة التي نأمل ان تنظر الى العمل الحكومي لجهة تحفيز الاقتصاد وتمكين الناس كي يستطيعوا ان يتغلبوا عل المشكلات التي تواجههم"، داعيا اللبنانيين الى التضامن والتعاضد لان العمل المتضافر هو ما يحتاجه لبنان.
تكريم
بعد الانتهاء من الكلمات قدم شقير درع اتحاد الغرف الى أزعور، ومن ثم انتقل الجميع الى نادي الاعمال في الغرفة حيث اقيم غداء على شرف المحتفى به.