بيروت في 17 ايلول 2015
عقد اليوم في مقر غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان لقاء اقتصادي موسع ومؤتمر صحافي خصصا لاطلاق صرخة تحت عنوان "من أجل انقاذ قلب بيروت"، بدعوة من غرفة بيروت وجبل لبنان وجمعية تجار بيروت.
وشارك في المؤتمر الصحافي، رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، رئيس مجلس ادارة سوليدير ناصر الشماع، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، نائب رئيس مجلس ادارة شركة أيشتي ((AISHTI ميشال سلامة، الرئيس التنفيذي لشركة أزاديا ( Azadea ) سعيد شاهر، وبحضور نواب بيروت: وزير السياحة ميشال فرعون، محمد قباني، عاطف مجدلاني، غازي يوسف، عمار حوري، جان اغاسبيان، نديم الجميل، عماد الحوت، النائب السابق سليم دياب، رئيس بلدية بيروت بلال حمد، نائب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد لمع، مدير عام غرفة بيروت وجبل لبنان ربيع صبرا، رئيس اتحاد تجار جبل لبنان نسيب الجميل، عميد الصناعيين جاك الصراف، رئيس المجلس الوطني للاقتصاديين اللبنانيين رئيس جمعية المعارض والمؤتمرات ايلي رزق، وحشد من رؤساء اللجان والجمعيات التجارية والتجار العاملين في وسط بيروت.
شقير
بداية القى شقير كلمة قال فيها: "وكأنه كتب علينا كل هذه المشقة، وهذا التعب والمعاناة وانتظار القدر، نعم هذا أقل ما يقال عن الحال الذي وصلنا اليه في بلد مزقته الخلافات والتجاذبات وصراعات لا تنتهي"، سائلا "إذا كان هناك من مصالح سياسية خاصة دفعت الى كل هذا التعطيل والتخريب وأدت الى انحدار وضع الدولة الى الحضيض، فماذا عنالذي يجري الآن؟".
وقال شقير: "ليس خفياً على أحد، ان كل هذا التراجع في وضع الدولة وعلى المستويات كافة، خصوصا الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والحياتية، هو بفعل أهل السياسة، ونحن كهيئات اقتصادية لم نسكت ولم نستكن لرفض كل ما يجري والتحذير مما هو آت، وقد رفعنا الصوت مراراً وتكراراً".
وأضاف: "لقد استبشرنا خيراً في ولادة حراك شعبي يساهم في الضغط على أهل السياسة لكسر هذه الحلقة المفرغة التي ندور فيها، ولعل تظاهرة 29 آب كانت بارقة الأمل التي تطلّع اليها كل لبناني لتشكيل كرة الثلج التي تتدحرج نحو تغيير منطقي وايجابي في البلد. وهذا دفعنا للوهلة الاولى الى تجاوز، ولو في تفكيرنا، كل ما حدث من قبل المندسّين الذين عاثوا فساداً وتخريباً وحقداًفي وسط بيروت"، مؤكدا "إننا مع حراك مدني حضاري يحافظ على أملاك الدولة والأملاك الخاصة وعلى أرزاق الناس، لا ان يضرب عرض الحائط مصالح البلاد والعباد، ويهدد البقية الباقية من مناعتنا الاقتصادية. إننا مع حراك منفتح يحاور ويقبل بالحلول الموضوعية والعلمية، من أجل التقدم على مسار التغيير الحقيقي الايجابي الذي يستجيب لمنطق الدولة وحاجات الناس، وليس لمجرد الاعتراض من أجل الاعتراض".
وقال شقير : "ان وسط بيروت، هذه المنطقة الاقتصادية والعمرانية الراقية، باتت مضرب مثل لدى القاصي والداني، وشكلت على الدوام محط أنظار واعجاب العالم. بالله عليكم ماذا حلّ بقلب العاصمة؟.
بالوقائع، مئات المؤسسات التجارية وغير التجارية مقفلة، مئات أخرى تصارع من أجل البقاء، وآلاف من الموظفين سُّرحوا من اعمالهم، وذلك بفعل انعدام الاعمال وابتعاد اللبنانيين مقيمين أو مغتربين،وكذلك السياح إن وجدوا عن هذه المنطقة، جراء التدابير الأمنية المشددة وإقفال شوارع برمتها، وقطع الطرق المتكرر، والتحركات الشعبية المتعددة الأوجه".
واضاف: "أما اليوم، فالحال بالويل، وما يجري يطرح الكثير من علامات الاستفهام، وكأن الوسط بات مستهدفا بالصميم، فتحركات لا تنتهي تستبيح الاملاك والارزاق وتقطع الاعناق، وتتجاوز كل الاعراف والمنطق والمصلحة العليا، وتحطم الصورة الجميلة لقلب العاصمة التي عهدناها واحة ثقافية ووطنية وعمرانية وإنتاجية وإبداعية وتنافسية بامتياز".
وإذ أكد شقير أحقية المطالب، أعلن "اننا نرفض رفضا مطلقاً استباحة وسط بيروت وتخريبه، وجعله مشرعاً لكل من يريد عرض عضلاته، أولتنفيس احقاده، أو لإحياء مشاريع أكل عليها الدهر وشرب، أولتحقيق مآرب خاصة على ظهر وحساب وسط بيروت وأهله وكل العاملين فيه".
وقال: "ان كل ما يحصل، يُظهر حقيقة واحدة أن هناك عملاً ممنهجاً يراد منه اقفال ما تبقى من مؤسسات وتشويه هذه الصورة الجميلة المتمثلة بوسط بيروت التي يعتزّ بها كل لبناني، وإسدال الستار على نجاح منقطع النظير كمقدمة لضرب أحلام اللبنانيين في مهدها".
وأكد شقير "لا، لن نسكت على كل ما يحصل، لن نقبل بضرب قلب بيروت الحاضن للبنانيين بمختلف فئاتهم ومذاهبهم، ونحن على استعداد لدفع الغالي والنفيس دفاعاً عن الوسط وعن اي منطقة اقتصادية في لبنان وعن اقتصادنا الوطني".
وقال شقير "انه نداء الرمق الأخير، نحن في الهيئات الاقتصادية ومع كل المعنيين بالعاصمة وبالدولة وكل وطني شريف، نناشد الدولة بمؤسساتها الشرعية والأمنية، وبشكل خاص، نواب بيروت المؤتمنون على العاصمة ووسطها ومصالحها وعمالها وموظفيها، التحرك سريعاً لاتخاذ تدابير رادعة توقف هذا التدهور المريع".
وختم: "كفى، حذارِ اللعب بالنار. ضرب وسط بيروت يعني بشكل واضح ضرب قلب الاقتصاد الوطني، وإطلاق رصاصة الرحمة على لبنان".
الشماع
والقى الشماع كلمة، جاء فيها: "لا يخفى على أحد ان لبنان يعاني منذ أعوام اضطرابات أمنية وسياسية انعكست سلبا على الوضع الاقتصادي، ومما لا شك فيه أن الوسط التجاري كان من الأكثر تضررا، ولا يزال يتحمل اعباء متراكمة جراء الاوضاع المتواصلة بشكل أو آخر. كما لا يخفى على احد ان تواجد أبرز مقرات الدولة في منطقة وسط بيروت، وما يرافقه من إجراءات أمنية استثنائية وضرورية في هذه المرحلة، يعرقل دورة العمل الطبيعية في هذه المنطقة الحيوية. كما ان الدور الطليعي لوسط بيروت بما يمثله من مساحة مشتركة للمجتمع اللبناني، يجعله المكان الطبيعي لإحتضان التحركات الشعبية، وإتاحة الحيز للناس للتعبير عن رأيهم ومطالبهم المحقة بغالبيتها".
وأضاف: "في ضوء ذلك، نعلن اليوم كشركة سوليدير استمرارنا والتزامنا بدعم كل المؤسسات التجارية والسياحية في وسط بيروت، وبتوفير الحوافز التي تتيح لها إبقاء أبوابها مفتوحة، وللإستمرار في توفير العمل ولقمة العيش لآلاف العائلات والأفراد. كما تعلمون إن هذه المؤسسات تساهم بشكل كبير في تنشيط الدورة الاقتصادية والحركة السياحية وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني"، مؤكدا ان "المستثمرين والعاملين في وسط بيروت هم صورة مصغرة عن هذا المجتمع، بتنوعه الطبقي والثقافي والاجتماعي والسياسي، وقد يكون الكثيرون منهم من بين المشاركين أو المؤيدين للتحركات المطلبية الأخيرة"، ومشددا على ان "وسط بيروت كان وسيبقى فضاء عاما مفتوحا للجميع، وهو ليس كما يحاول ان يصوره البعض نخبويا، أو مقتصرا على فئات معينة من الناس دون غيرهم، بل هو مساحة مشتركة لكل اهل هذه المدينة ولبنان".
وأعلن الشماع ان الشركة ستستمر بالتعاون مع جميع المؤسسات المتواجدة في وسط بيروت بالمساهمة في الحفاظ على هويته ودوره. وقال: "يجب أن لا ننسى ان وسط بيروت بمؤسساته ومكوناته كان له الدور الأبرز في نهضة الحركة السياحية والاقتصادية في لبنان، ولا يمكن للقطاع السياحي في لبنان ان ينمو ويتطور من دون هذه المؤسسات الموجودة في وسط العاصمة".
وتمنى الشماع "على كافة الجهات المعنية والحكومية ان تأخذ في الاعتبار العبء المتراكم على كافة المؤسسات المتواجدة في الوسط، وان تعمل على دعمها في كافة السبل الممكنة، كما ندعو المواطنين عموما الى احتضان وسط مدينتهم والحفاظ عليه ليس فقط كمساحة جامعة بل كمركز محوري للنمو الاقتصادي والسياحي"، وقوف الشركة الى جانب هذه المؤسسات ودعمها قدر المستطاع، ونؤكد سياستنا الحاضنة للجميع ويدنا الممدودة لكل الاطياف،على أمل ان نعبر سويا الى الاستقرار والازدهار.
سلامة
أما سلامة، فقال: "هل كُتب على هذا البلد، وعلى استقراره واستثماره وازدهاره أن يكون على خط الزلازل السياسية والإجتماعية فلا يستقر على حاله حتى تفاجئه نكبة من هنا أو نكسة من هناك وكل ذلك حصل في وسط بيروت العزيزة". وأضاف: "فهل يعقل ان يبقى وسط المدينة معطل بظل الظروف التي تحصل في البلاد وان تدفع ثمنها المؤسسات الاقتصادية والتجارية والسياحية التي لولاها لكانت البلاد في حكم المفلس مند زمن بعيد". وتابع سلامة: "إننا من هنا، وبهذه المناسبة ندعو القادة والزعماء والنواب الى الإسراع في ايجاد الحلول اللازمة لإعادة عجلة الاقتصاد في البلاد. إننا مع الشفافية المطلقة في طريقة صرف المال العام والمحاسبة العادلة، فهما حق لجميع المواطنين"، مؤكدا ان "هذا البلد ساحاته وشوارعه هي لكل الناس، والمحافظة عليها هي واجب علينا أولاً وعلى السلطات الأمنية ثانياً".
وقال: "أعطوا هذا البلد فرصة الخروج من أزماته المستمرة الى مساحات من الأمن والإطمئنان. أعطوا مؤسساته الإقتصادية والتجارية والمالية والإنتاجية فرصة التطور والتقدم لزيادة الإستخدام ومضاعفة التقديمات الإجتماعية من طبابة واقساط مدرسية وضمان شيخوخة والتي ترهق كاهل العامل والموظف، وكي لا تزيد من نسبة البطالة والهجرة، واقفالها بفعل التظاهرات والإضرابات والتدابير الامنية المشددة التي تهشل السيّاح والمغتربين وحتى المقيمين وتمنعهم من الاستمتاع بأعرق مدينة في التاريخ".
وأضاف: "إننا نعيل من جانبنا حوالي ألف عائلة لبنانية، وغيرنا أكثر وأكثر، فماذا علينا ان نفعل اذا تردت المداخيل، وتوقف سوق العمل، وأفلست المؤسسات، إلاّ صرف الموظفين وهذا أمر لا نريده، ولا نرغب فيه إلاّ مكرهين".
وقال سلامة: "إننا ندعو من هنا أخيراً الى وقفة ضمير وطني من كل الأفرقاء لإنقاذ البلاد من هذه الازمة لكي نتجنب استضعاف الدولة بمؤسساتها والاقتصاد الوطني".
ضاهر
الرئيس التنفيذي لشركة أزديا سعيد ضاهر (كبار التجار في وسط بيروت) لفت الى تراجع الاعمال في الوسط التجاري خلال الفترة الشهر الاخير بحدود 40 في المئة، محذرا من ضرب الاعمال في هذا المنطقة الحيوية، ومشيرا الى "انعدام الشهية لدى رجال الاعمال للاستثمار في وسط بيروت، وهذا من شأنه عدم خلق فرص عمل". وطالب السياسيين بايجاد حلول سريعة لتوفير الامن والاستقرار، وكذلك توفير الحوافز لدعم صمود المؤسسات.
شماس
والقى شماس كلمة قال فيها: "من المفترض في هذه الفترة ان نكون منشغلين كأم العروس في التحضير لموسم عيد الاضحى، لكننا حقيقة الآن نحن كقطاع أعمال في مأتم وطني اقتصادي واجتماعي". واضاف: "في العام 2013 وصفنا ايلول، بأيلول الاسود، واقفلنا الاسواق طوعا، اما اليوم فنترحم على تلك الايام، لأننا نقفل الاسواق قسراً".
وتحدث شماس عن العوامل التي تسببت في تدهور اوضاع الوسط، "ابرزها: التدابير الامنية المشددة التي تتخذ في الوسط، خصوصا مع 28 جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية، من دون اي جدوى والكثير من الضرر، مسلسل جديد لطاولة حوار تعقد اسبوعيا في مجلس النواب، غياب السياح الخليجيين".
وتحدث شماس عن الاقفالات التي حصلت في وسط بيروت، معتبرا انها باتت ظاهرة بالعين المجردة، وقال: "الخوف ان يمتد هذا التصحر الى مناطق أخرى".
وأعطى امثلة عن حجم الاقفالات خصوصا بالنسبة للمحال التجارية الراقية التي تبيع للسياح، واشار الى انه في نهاية حزيران 2014 كان عدد هذه المحال 1116، وفي نهاية حزيران 2015 اصبح عددها 986 محلا، ما يعني اقفال 130 محالا تجاريا، توزعوا كألآتي: 79 محالا في الوسط التجاري، 15 محالا في الحمرا، 12 محلا في الاشرفية، 10 محلات في فردان، و13 في مناطق أخرى، وهذا يعني ان خلال سنة واحدة اقفل 12 في المئة من المحال الرقية في وسط بيروت.
واشار الى ان كل محل يعيل 50 شخصا، محذرا من ان الاقفال سيكون له ضرر اجتماعي ومعيشي كبيرين.
وقال شماس: "نحن كغرفة بيروت وجبل لبنان وجمعية تجار بيروت نطالب السطلة ان تحزم امرها تجاه انتظام العمل السياسي، وإزالة التركيز عن الوسط التجاري، ونقل جلسات الحوار إذا لم يكن هناك من امكانية لعقدها الاحد الى عين التينة، على غرار حوار تيار المستقبل وحزب الله".
وطالب الحراك الذي ايد مطالبه، بضرورة ان يكون له وضوح بالرؤية، لافتا الى ان الامور بدأت تنحرف، وقال: "الحراك يمكن ان يبدأ سلميا وينتهي بالاشتباك، وهذا ما بدأنا نراه".
وإذ أكد ان وسط بيروت سيبقى كما اراده الرئيس الشهيد رفيق الحريري لكل الناس وعنوان اعتزاز لكل اللبنانيين، شدد على ضرورة الاسراع بانتخاب رئيس الجمهورية لانه يشكل بداية طريق الخلاص".