بيروت في 25 تشرين الاول 2017
نظمت غرفة بيروت وجبل لبنان برئاسة محمد شقير اليوم في مقر الغرفة "ملتقى الاعمال الاوكراني – اللبناني" بالشراكة مع مجلس الاعمال اللبناني الاوكراني برئاسة سمير طويلة، وشارك فيه وفد اقتصادي اوكراني موسع ضم حوالي 30 رجل اعمال من مختلف القطاعات برئاسة عضو البرلمان الاوكراني بَرنا اوليه، وبحضور رئيس لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية الاوكرانية ميشال موسى، سفير اوكرانيا في لبنان ايهور أوستاش، وحشد كبير من الفعاليات الاقتصادية اللبنانية واعضاء مجلس الاعمال ورجال اعمال لبنانيين.
بداية القى أمين عام مجلس الاعمال اللبناني ارسلان سنو كلمة ترحيبية، نوه فيها بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين التي شهدت تقدماً كبيرا في السنوات الماضية، آملا ان تحقق قفزة جديدة في المستقبل "انطلاقاً من ايماننا بأهمية علاقاتنا الثنائية".
شقير
وتحدث شقير فقال "اننا في القطاع الخاص اللبناني نرحب بكل عمل من شأنه تعزيز العلاقة مع نظرائنا في الخارج، خصوصا مع القطاع الخاص في اوكرانيا الدولة الصديقة، التي تربطنا بها علاقات مميزة على المستوى السياسي والثقافي، وكلنا أمل ان نتمكن في اقرب وقت ممكن من زيادة تعاوننا الاقتصادي بشكل يرضي طموحاتنا". اضاف "مما لا شك فيه، ان التعاون الاقتصادي بين البلدين لا يزال محدوداً، رغم ان اوكرانيا صدرت الى لبنان ما قيمته 293 مليون دولار في العام 2016 معظمها من الحبوب والزيوت، فيما الصادرات اللبنانية الى اوكرانيا أقل من 600 الف دولار، لذلك لا بد من بذل الجهود لتوسيع التجارة البينية ولا بد من معالجة الخلل الكبير في الميزان التجاري عبر تسهيل دخول منتجاتنا الى الاسواق الاوكرانية".
واشار شقير الى ان "المنتجات الصناعية والزراعية اللبنانية تتمتع بأعلى المواصفات، وهناك الكثير منها تحتاجها الاسواق الاوكرانية، لذلك نشجع على ايجاد شركاء تجاريين في الاتجاهين لتسويق منتجاتنا في اوكرانيا واعتماد لبنان كمركز للمنتجات الاوكرانية في المنطقة". وقال "اليوم ومع وجود السفير أوستاش ومجلس الاعمال اللبناني الاوكراني، كلنا ثقة بأن الامور ستتطور نحو الأفضل، وننتظر ان يكتمل عقد المجلس الاوكراني ليضع مع نظيره اللبناني رؤية واضحة للفرص المتاحة خصوصا في السياحة والصناعة والزراعة وغيرها، وكذلك وضع خارطة طريق لتنفيذ هذه الرؤية والارتقاء بعلاقتنا الاقتصادية الثنائية"، مؤكداً ان "غرفة بيروت وجبل لبنان سنكون على أتمّ الاستعداد لملاقاة هذا العمل باتخاذ الخطوات المناسبة للاستفادة من هذه الفرص والتي تحقق مصلحة البلدين. ولا ننسى هنا أيضاً العدد الكبير من الخريجين اللبنانيين من الجامعات الاوكرانية، والذين بامكانهم لعب دور مميز في هذا الاطار".
واعلن شقير ان "لبنان يخطو خطوات ثابتة نحو تطوير اقتصاده واستثمار طاقاته في ظل وضع أمني ممتاز، وهو في هذا الصدد أقر قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص الذي يفتح المجال لاعادة تطوير بناه التحتية، وكذلك انجز عملية المزايدة في قطاع النفط والغاز، فيما سيكون له دور اساسي في عملية اعادة اعمار سوريا"، داعياً الى "خلق شراكات عمل بين رجال الاعمال في البلدين للاستفادة من كل هذه الفرص الاستثنائية التي تعتبر في غاية الأهمية".
كما دعا الشركات السياحية في البلدين الى التعاون لزيادة السياحة البينية، وهنا أدعو اصدقاءنا في اوكرانيا الى زيارة لبنان للتعرف على مواقعه السياحية المتنوعة جداً والاستمتاع في طبيعته وبشكل خاص شمسه وبحره خلال فصل الصيف.
طويلة
والقى طويلة كلمة قال فيها "ان القطاع الخاص اللبناني بما يتمتع به من دينامية وامكانيات كبيرة وتوسع في الخارج تمكن من الصمود في وجه كل العواصف التي ضربت بلدنا، وها هو اليوم يتحضر للانطلاق في عملية نهوض كبيرة تشمل الكثير من المجالات. لذا يمكنني القول ان القطاع الخاص اللبناني شكل على الدوام الرافعة الاساسية للاقتصاد اللبناني وأعتقد ان ذلك ينطبق ايضاً على القطاع الخاص الاوكراني، ما يدفعنا للامل بخلق شراكة قوية في ما بيننا للاستثمار معاً في مشاريع مجدية، ولتطوير علاقاتنا الاقتصادية الى مستويات متقدمة".
اضاف "انطلاقاً من هذه الركائز كانت مبادرة مجلس الاعمال اللبناني الاوكراني وبالتعاون الوثيق مع السفارة الاوكرانية في لبنان التي تلعب دورا محورياً لزيادة التعاون الاقتصادي بين بلدينا"، معلناً ان "عملنا في هذا الاطار يستهدف ثلاث أنشطة اساسية: زيادة التبادل التجاري، رفع مستوى الاستثمارات، وتقوية الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين".
ودعا طويلة المعنيين في اوكرانيا واعضاء الوفد و"بالتأكيد بمساندة السفير الاوكراني، الى تفعيل الجانب الاوكراني لمجلس الاعمال بين البلدين، لكي نتمكن سوياً من وضع الركائز الاساسية لتعزيز التعاون بين القطاع الخاص وتنمية علاقاتنا الاقتصادية الثنائية". وقال "ان هذا الموضوع يجب ان يشكل هدفاً اساسياً في القريب العاجل، لأن استكمال عقد مجلس الاعمال بين البلدين سيمكننا من العمل على زيادة وتيرة اللقاءات والزيارات المتبادلة لتعريف رجال الاعمال اللبنانيين والاوكران على الفرص والامكانات الموجودة في كل بلد للاستفادة منها"، مشيرا الى ان "أهمية لبنان لا تنحصر بالامكانات الاقتصادية الكبيرة التي يتمتع بها، انما ايضاً بدوره كمركز اقتصادي مرموق في المنطقة، وكمنصة للدخول الى العالم العربي كما الى معظم دول افريقيا، نظرا للدور الهام الذي تلعب الجاليات اللبنانية في هذا البلدان".
ولفت طويلة الى "وجود امكانيات كبيرة في المجال السياحي وهي غير مستثمرة حتى الآن، لذلك أدعو الى تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص في البلدين لتنشيط السياحة البينية، خصوصا ان لبنان يزخر بالكثير من السياحات خصوصا الدينية".
أوليه
وتحدث رئيس الوفد الاقتصادي عضو البرلمان الاوكراني بَرنا اوليه، فأشاد بالتطور الكبير الذي شهدته العلاقات الديبلوماسية بين البلدين منذ 25 عاماً حتى الآن، وبناء على الصداقة العميقة احرزت علاقاتنا تقدماً ملحوظاً على مختلف المستويات وكانت التجارة أبرز مظاهرها"، لافتا الى ان البلدين يتمتعان باقتصاد حر وهذا يتيح الاتصلات المباشرة بين قطاعيهما الخاص لبناء شراكات في المجالات المثمرة".
وقال أوليه "ان اوكرانيا وانطلاقاً من التقدم الذي تحرزه على المستوى الاقتصادي فانها تنظر الى لبنان كونه شريكا اقتصاديا من خلال الدور الذي يمكن ان يلعبه كمنصة لدخول منتجاتنا ال الدول العربية والافريقية، كما نأمل ان نشارك في مشاريع البنى التحتية الاستراتيجية التي ستنفذ في لبنان".
وتابع أوليه "كوني عضو في البرلمان الاوكراني سأسعى مع زملائي على اقرار على الاجراءات التي من شأنها تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، لا سيما تسهيل الاستثمارات في اوكرانيا وفتح المجال واسعاً امام رجال الاعمال اللبنانيين". وأمل ان يشكل اللقاء اليوم محطة اساسية لترويج المنتجات الاوكرانية واللبنانية في اسواق البلدين.
موسى
وتحدث النائب موسى، فرحب بالوفد الاوكراني الصديق، مؤكدا "عمق علاقات الصداقة بين البلدين التي يبنى عليها لتطوير علاقاتنا الاقتصادية الثنائية".
وقال موسى "صحيح ان ما يصدره لبنان الى اوكرانيا قليل، لكن لدينا رجال اعمال كبار بعملون ويستثمرون في اوكرانيا وهم ثروة فعلية للبناني"، متمنياً للعلاقات الاقتصادية بين البلدين ان تتطور خصوصا "ان هناك الكثير من المجال التي يمكن العمل فيها سوياً".
وقال موسى "علينا كسلطة تشريعية ان نقر كل القوانين التي تساعد على تسهيل وتحسين مناخ الاعمال في لبنان لا سيما بين لبنان واوكرانيا".
ولفت موسى الى ان لبنان على الرغم من كل التعثرات التي مر فيها الا انه اليوم يحقق تقدما على مختلف المستويات، وهو بذلك يشكل مكانا مناسبا للاستثمار والسياحة.
أوستاش
والقى السفير اوستاش كلمة عرض فيه تطور العلاقات التجارية بين البلدين، مشيرا الى ان معظم الصادرات هي من القطاع الزراعي.
وأكد السفير وجود استثمارات لبنانية كبيرة في بلاده، مشيرا الى ان "الاستثمارات اللبنانية في اوكرانيا بلغت خلال هذه الفترة من العام 2017 أكثر من 23 مليون دولار".
ولت اوستاش الى وجود الكثير من الاستثمارات المجدية في بلاده لا سيما في قطاعات العقارات والزراعة والتجارة، معتبرا ان "لبنان يشكل بوابة للمنتجات الاوكرانية باتجاه الدول العربية وافريقيا، وكذلك للمشاركة في اعادة اعمار وسوريا".
هدايا تذكارية وجلسات
بعد ذلك تبادل شقير ورئيس الوفد الاوكراني الهدايا التذكارية، ثم عقدت جلسة عمل تم خلالها تقديم عرض فرص الاستثمار في اوكرانيا، كما قدمت "ايدال" عرضاً حول فرص الاستثمار في لبنان. ثم عقدت لقاءات عمل ثنائية بين رجال الاعمال الاوكرانيين ونظرائهم اللبنانيين للبحث في امكانية خلق شراكات تجارية بين الطرفين.