ايها الاصدقاء،
نلتقي اليوم ليس من اجل معالجة ملف او للتباحث حول قضية تطال قطاعا معينا، انما نلتقي اليوم من اجل مصارحة الراي العام اللبناني بان الاقتصاد الوطني يمر بمرحلة حرجة تتطلب من المسؤولين الارتقاء الى مستوى التحدي ومن الراي العام الوعي الكامل للواقع الحالي.
لقاؤنا اليوم ليس دفاعا عن مصالح التجار والقطاعات الانتاجية، انما من اجل الدفاع عن مصالح الناس. فالتجار واصحاب العمل والعمال وجميع الهيئات الاقتصادية متحدون لان المخاطر تطال الجميع.
فالتاجر والمستهلك يعانيان من الجمود الاقتصادي، والامال المعقودة على موسم الاصطياف لتصحيح الارقام كما اعتدنا في السابق لا تبدو مشجعة. وكيف ياتي السواح الى لبنان حين يسمعون يوميا عن تقنين للكهرباء والماء من قبل المسؤولين بدل التطمينات. ونحن لا نتحدث فقط عن احجام السواح عن المجيء الى لبنان، انما عن هجرة الاعمال والشركات من لبنان نتيجة التراجع الكبير بالخدمات.
كما ان الوضع في المنطقة واستمرار الازمة بدأ يرخي بظلاله الثقيلة على الاقتصاد اللبناني. ولا ننسى الاشكالات الامنية المتنقلة التي تعطل الاعمال وتلوث المناخ الاستثماري. باختصار: البلد مش ماشي، ونحنا أكثر المعنيين بهيدا الوضع.
ان البلاد سائرة بخطى ثابته باتجاه الافلاس، وعندها نقول للسياسيين من يريد ان يحكم بلدا مفلسا؟ ومن يريد ان يكسب انتخابات الناخبون فيها فقراء؟ عندها، لا سمح الله، ستكون اللوحات الزرقاء تهمة تخجلون بها. اذا استمرت الامور على ما هي عليه، لن يكون هناك طبقة وسطى في لبنان.
ان الشعب اللبناني شعب كريم وعزيز النفس فلماذا تاخذونه باتجاه الفقر والعوز؟ واقول الى السياسيين ان يحذروا ثورة الكريم اذا جاع. ازاء هذا الواقع الاليم ماذا يفعل السياسيون في لبنان؟ يتراشقون ويطلقون التصريحات النارية من اجل كسب شعبية لفترة وجيزة قصيرة النظر ولكن اثرها السلبي على الاقتصاد طويل الامد. وهنا نقول لهم: اذا ما استمريتم بهذه الممارسات لن يكون هناك جبنة لتتقاسموها
. ايها الحضور الكريم،
ان الارقام ليست وجهة نظر وهي كالفحوص الطبية مقرونة بالعوارض تؤشر الى وجود خلل صحي. ومؤشرات الاقتصاد اليوم تشير الى ان الاقتصاد بحاجة الى العناية الفورية قبل ان يستفحل المرض.
نلتقي اليوم من اجل مصارحة الراي العام ومن اجل مناشدة الحكومة والسياسيين لكي يسارعوا الى اتخاذ خطوات انقاذية. والخطوة الاولى يجب ان تكون بوقف التراشق السياسي واستبدال القلق السائد بتحمل المسؤولية. ان الهيئات الاقتصادية والقطاعات الانتاجية والنقابات العمالية موحدة بشكل غير مسبوق وتتطالب قيادات البلد بان يقتدوا بها.
ان الهيئات الاقتصادية وممثلي القطاع الخاص مستعدون ان يشاركوا الحكومة والفعاليات السياسة بالتوصل الى حلول شرط ان تكون مصلحة الاقتصاد هي الهدف لا تحقيق مكاسب سياسية على حساب مطالب وحقوق الناس. وكما في السابق، لم يتوان القطاع الخاص عن انقاذ الاقتصاد فالجميع مستعد ان يساهم وان يتحمل المسؤولية، لكن النزيف الحاصل نتيجة الوضع السياسي المتشنج يجب ان يتوقف. ان لقاء اليوم ليس تتويجا لتحركنا انما بداية لحملة مستمرة ومكثفة تشمل جميع المسؤولين ووسائل الراي العام حتى نشعر بان جهودنا بدأت تثمر جدية من قبل السياسيين يعبر عنها من خلال خطوات حسية تطلق عجلة الاقتصاد.
ان خبراء الاقتصاد في لبنان لا ينقصهم الخبرة ولا الابداع من اجل ايجاد حلول لمشاكلنا الاقتصادية، ونحن مستعدون ان نكون منبرا وحاملا لهذه الافكار وداعما لها.
فليكن لقاؤنا التحذيري اليوم بداية تحرك واع وايجابي ولكن اذا لم يواكبه تحرك شعبي فهذا التحرك لن يشكل قوة ضاغطة على السياسيين من اجل تغيير ادائهم. لا اريد ان يفهم من هذا اللقاء انه هجوم او حملة على الطبقة السياسية (مع انها بستاهل) ولكن وصلت الامور الى المحظور يعني صار ايار مكرس للمشاكل والحروب الصغيرة وشده الخطابات السياسية. "
ارحمونا وارحموا اللبنانيين، ما عاد البلد يحمل ، بكفي تراشق بعرق الناس ودمهم، هيدا اليوم مش جرس انذار هيدا نداء اخير. وبتمنى يسمحوا لنا مش يحللوا ليش وكيف ولاي سبب اجتمعنا. اجتمعنا تنقول الحقيقة مثل ما هي . البلد على شفير افلاس.