وكلمات أكدت أن ميزة لبنان تعايش الاديان والتفاعل ضمن عيش مشترك
اطلقت غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان والملتقى الاسلامي - المسيحي لرجال الاعمال في لبنان (م.أ.م)، وجمعية الصناعيين اللبنانيين، بالتعاون مع الاتحاد العالمي لجمعيات رجال الاعمال المسيحيين، مؤتمر بيروت 2013 الذي سيقام برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في 25 و26 آذار 2013 وفي حضوره، حول المسؤولية الاجتماعية لاصحاب العمل، انطلاقا من القيم المسيحية والاسلامية، وذلك في ندوة صحافية عقدت بعد ظهر اليوم، في فندق "الحبتور هيلتون" في سن الفيل.
تحدث في الندوة نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان الكتور نبيل فهد، الرئيس التنفيذي لانظمة INEGYSA للسيارات في بلاستيك اومينيوم رئيس اتحاد جمعيات رجال الاعمال المسيحيين في العالم بيير لوكوك، القاضي في محكمة بيروت الشرعية الشيخ الدكتور محمد النقري، نائب رئيس مجموعة pnr لصناعة الورق في منطقة روان الفرنسية ريمون صفير، رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين نعمة افرام، المدير العام لشركات SOFTAASE profiles، العضو المؤسس في الملتقى الاسلامي المسيحي لرجال الاعمال جو حاتم.
ادار الندوة الرئيس التنفيذي للشركة اللبنانية للاستثمار والاعمار الزميل غسان بو دياب. تميزت الندوة بحضور لافت تقدمه نائب حاكم مصرف لبنان السيد رائد شرف الدين، ممثل وزير الخارجية السفير مصطفى حمدان، راعي ابرشية صربا المارونية المطران غي نجيم، الاميرة حياة ارسلان، وفاعليات اقتصادية من اصحاب اعمال وصناعيين وشخصيات روحية وزمنية وفكرية.
وهنا كلمة نائب الرئيس الدكتور نبيل فهد:
ايها الزملاء والاصدقاء،
نتحدث في لبنان عادة عن موقع جغرافي مميز وتوفر موارد بشرية موهوبة ساهمت في خلق مناخ جاذب للأعمال والتجارة وتساهم في تعزيز سمعة لبنان كمركز تجاري عبر الازمنة. ولكننا نادرا ما نتحدث عن ميزة ينعم فيها لبنان تساهم ايضا الى حد ما في تعزيز موقعه التجاري وهي ميزة تعايش الاديان السماوية على ارضه. وحين نتحدث عن تعايش بين الاديان فنحن لا نتحدث فقط عن وجود تعددية اديان تعيش ضمن مجتمعاتها المغلقة جنبا الى جنب انما وجود اديان متعددة تنعم بالحرية وتتفاعل فيما بينها ضمن عيش مشترك واهداف مشتركة والا ما كانت هذه المواهب والطاقات لتتواجد ومن كل الطوائف فسيتفيد منها لبنان وتتدفق الى المنطقة وسائر انحاء العالم. وحين نتحدث عن الاديان فنحن في لبنان نتحدث عن حالة من الانفتاح على الاخر.
نعم ان قطاع الاعمال في لبنان متقدم ويواكب التقدم الحاصل في العالم، الا ان لبنان ما زال يختزن تاريخ الشرق وقيمه المتجذرة من خلال التعايش الاسلامي المسيحي مما اضفى صفة مميزة على قطاع الاعمال في لبنان. صحيح ان معظم رجال الاعمال والمؤسسات يتحصنون بقوانيين مدنية حين يجرون تفاهمات واتفاقات الا انه من المفترض ان تكون هذه القوانين و الاعراف منبثقة من القيم الحضارية والدينية على مر السنين والاجيال وما يزال العنصر البشري يلعب دورا كبيرا في العلاقات التجارية، وهنا يبرز دور القيم التي يختزنها رجل الاعمال و التي يجب ان تشكل الدافع و الاساس لتصرفاته وافعاله.
نحن في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان نؤمن بان القيم السامية التي تبشر بها الاديان السماوية تساهم الى حد كبير بترسيخ الثقة المطلوبة في المعاملات التجارية. ونتطلع ان تطغى هذه القيم على ما عداها لتبقى روح الاخوة و التفاهم ونبتعد عن التنافر والاحادية. ان للمؤسسات التجارية مسؤولية اجتماعية بان تحافظ على التقاليد والقيم السامية التي اشتهرت بها منطقتنا وان تحكم القيم الانسانية قرارات المؤسسات التجارية حتى تساهم في تحسين معيشة الفرد وبالتالي سعادة المجتمع وهذا ما تدعو اليه الاديان السماوية. فان الدعوات لتبني مفهوم "القيم الاجتماعية في الشركات" او Corporate Social Responsibility CSR ما هو الا دعوات مماثلة لهذه القيم: مثلا ان الوجه في المعاملة العادلة والمحقة للاجراء والعمال والمساواة بين الجنسين كما الاهتمام بالبيئة ومساعدة ذووي الاحتياجات الخاصة واحترام حقوق المستهلك وتشجيع التنوع, كلها مواضيع تحكمها القيم الانسانية قبل ان تصبح امورا ادارية و اقتصادية .
نحيي الملتقى الاسلامي المسيحي لرجال الاعمال ونامل ان يكون مؤتمر بيروت 2013 فرصة لتذكير العالم بقيمنا الخيرة وان تكون فرصة لكي نجدد الالتزام بمسؤولياتنا تجاه مجتمعاتنا. واذ ندعو جميع المنتسبين للمشاركة الفاعلة والكثيفة نتمنى النجاح للمؤتمر وشكرا.