بيروت في 14 حزيران 2017
بدعوة من اتحاد الغرف اللبنانية برئاسة محمد شقير، زار رئيس جمهورية قبرص نيكوس انستاسياديس، في إطار زيارته الرسمية الى لبنان، على رأس وفد اقتصادي مقر غرفة بيروت وجبل لبنان، حيث عقد لقاء اقتصادي لبناني قبرصي موسع، وجلستا عمل، الاولى حول فرص الاستثمار المتبادلة والحوافز الضريبية وقوانين البناء والعقارات، والثانية حول التعاون المصرفي بين البلدين، كما عقد لقاءات عمل ثنائية بين رجال الاعمال من كلا البلدين.
وضم الوفد المرافق للرئيس القبرصي، وزير الخارجية لوانيس كاسوليديس، وزير الطاقة والتجارة والصناعة والسياحة جورج لاكوتريبيس، رئيس غرفة التجارة والصناعة في قبرص فيدياس بيليديس، رئيس هيئة الاستثمار كريستودوليس انفاستينيوتس، رئيس مجلس الاعمال القبرصي اللبناني انطوني حجي روسوس، وممثلين عن اكثر من 90 مؤسسة في مختلف القطاعات (المصارف، الخدمات، المحاسبة والتدقيق، الاستشارات القانونية، التكنولوجيا والمعلومات، البناء وتطوير العقارات، الاستشارات البحرية، هندسة الديكور وغيرها ..)
الزيارة
بعد وصول الرئيس القبرصي الى مقر الغرفة عقد خلوة مع شقير بحضور الوزراء القبارصة، تناول أهمية التعاون بين القطاع الخاص في البلدين، واتخاذ الاجراءات المناسبة لتسهيل الاستثمارات المتبادلة والتجارة البينية. وابدى الرئيس القبرصي خلال الخلوة إعجابه بالقطاع الخاص اللبناني وديناميته والعلاقات القوية التي ينسجها في قبرص والاستثمارات التي يقوم بها، مبديا استعداد حكومته لاتخاذ الاجراءات المطلوبة لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
اللقاء الاقتصادي
بعد ذلك، عقد لقاء اقتصادي لبناني - قبرصي موسع وحاشد حضره الى الرئيس القبرصي والوفد المرافق وشقير، وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، وحشد كبير من الفعاليات الرسمية ورؤساء الهيئات الاقتصادية والجمعيات والنقابات الاقتصادية واكثر من 250 رجل اعمال من البلدين.
شقير
وتحدث شقير بداية، فرحب بالضيف الكبير الرئيس القبرصي والوفد المرافق في غرفة بيروت وجبل لبنان "بيت الاقتصاد اللبناني"، وقال "ان زيارتكم اليوم لشرف عظيم كما انها تشكل دليلاً قوياً على مدى اهتمامكم بدعم المسار الاقتصادي، وهذا ما تقوم الحكومة القبرصية"، مؤكدا ان "النمو الاقتصادي هو الطريق الأكثر نجاحاً لتحقيق التنمية والازدهار والسلام".
وقال شقير "نحن جميعاً فخورون بما قامت به قبرص لجهة تغلبها مؤخرا على ازمتها المالية والاقتصادية على الرغم من كل الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة"، مشيرا الى ان لبنان يستنزف اقتصادياً من خلال العبء الاقتصادي للعدد الكبير من النازحين السوريين.
واعتبر شقير انه "عند النظر إلى الحشد اليوم، يمكننا أن نستنتج بسهولة أن هناك مصلحة مشتركة في تنمية التعاون، فهذا العدد من رجال الأعمال من بلدين صغيرين نسبياً هو مؤشر على مدى الاهتمام من الجميع لاستكشاف الفرص المختلفة".
ودعا شقير "الصناعيين والتجار والمستثمرين ومقدمي الخدمات وسائر رجال الأعمال المهتمين في البلدين، الى اغتنام هذه الفرصة لتعزيز التعاون وخلق شراكات عمل فعلية"، مؤكدا ان "هناك الكثير من الفرص الواعدة والمشاريع القادمة التي يمكن ان نعمل عليها سوياً، ومنها إعادة اعمار سوريا التي ستمر في نهاية المطاف من خلال لبنان، وتطوير البنى التحيتة في لبنان بعد اقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وكذلك مشاريع النفط الغاز".
رئيس غرفة قبرص
وتحدث بيليديس فنوه بالحضور الكبير والنوعي في هذا اللقاء الاقتصادي الهام، واشاد بالعلاقات التاريخية على مختلف المستويات بين البلدين، وقال "نسعى بكل جهد لتقويتها"، وشدد في الوقت نفسه على ضرورة تعزيز الواصل بين الغرف في البلدين لتطوير مشاريع الاعمال والتعاون، مشيرا الىان حجم التبادل التجاري بين لابلدين لا يزال ضعيفا وبلغ في العام 2016 نحو 50 مليون دولار، مؤكدا ضرورة السعي لزيادة حجمه بما يعكس اهيمة العلاقات بين البلدين.
ولفت الى "مجالات هامة يمكن العمل عليها في المستقبل ومنها قطاعات المصارف والنفط والغاز والدفاع".
وعرض الميزاتلاتفاضلية التي تتمتع بها قبرص على مختلف المستويات لا سيما الموقع الجغرافي، وهذا يؤهلها لتكون بوابة ليس فقط الى اوروبا انما الى روسيا والهند وروسيا".
الصراف
وتحدث رئيس اتحاد رجال الاعمال في البحر المتوسط جاك الصراف، فأبرز اهمية الشراكة بين رجال الاعمال في البلدين، مشيرا الى انهم ينضمون الى نفس الاتحاد الذي يضم 19 دولة، وهو يشكل منصة للحوار الاقتصادي والاجتماعي.
وقال "اليوم هناك فرصة هامة لتوحيد الجهود وتبادل الخبرات بين رجال الاعمال في البلدين، فالقبارصة يستفيدون من نجاحات اللبنانيين حول العالم، واللبنانيين يستفيدون من القبارصة في الدخول الى الاسواق الاوروبية".
واشاد الصراف بالمشاريع المستقبلية بين البليدن لاسيما في مجال النفط والغاز، ولفت الى ضرورة خلق استراتيجية مشتركة لخلق فرص عمل في البلدين.
وزير خارجية قبرص
وتحدث كاسوليديس، فاشار الى التعاون الوثيق بين حكومتي البلدين والعلاقات المميزة التي تربط الدولتين، آملا ان ينسجب هذا المستوى على العلاقات الاقتصادية والتعاون بين رجال الاعمال، بهدف تنمية التبادل السياحي وتنشيط بيئة الاعمال والاستثمار.
واشاد "بهذا اللقاء الذي يؤدي الى تحقيق نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية بين بلدينا، خصوصا ان حكومتينا قد جهزتا الاطر القانونية اللازمة لذلك".
الرئيس القبرصي
وتحدث الرئيس القبرصي فاشاد بهذا "اللقاء المميز الذي جمع حشدا كبيرا من رجال الاعمال في البلدين"، واعرب عن سروره لرؤية هذا الحشد المميز في غرفة بيروت وجبل لبنان.
وشدد الرئيس انستاسياديس على اهمية تفعيل العلاقات الاقتصادية من خلال زيادة الاستثمارات والمبادلات التجارية، لافتا الى ان م"جلسي الاعمال في البلدين لهما دور هام في هذا الاطار، خصوصا ان العلاقات بينهما متينة وهي تنمو باستمرار".
وقال الرئيس انستاسياديس "تجمعنا الكثير من الروابط الجغرافية والاجتماعية لا سيما ان قبرص استضافت اللبنانيين خلال الحرب الأهلية، الذين ساهموا بدورهم في تنشيط الحركة الاقتصادية من خلال النجاحات التي حققوها والمشاريع الرائدة التي نفذوها".
وأكد ان "الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين تلقى كل الدعم من الحكومة القبرصية، ونسعى لتوطيدها وتفعيلها".
وقال الرئيس انستاسياديس "خلال اللقاءات التي اجريتها خلال زيارتي الى لبنان كان هناك سعي لعزيز العلاقات التجارية وفرص الاستثمار في كافة المجالات"، معربا عن ثقته بالقطاع الخاص اللبناني الذي حقق نجاحات كبيرة في قبرص وفي الخارج، ويهمنا ان تستمر مسيرة التعاون للحفاظ على هذه العلاقات".
وشدد الرئيس انستاسياديس على أهمية هذا المسار من التعاون خصوصا بعد الازمة الاقتصادية والمالية في قبرص، وقال "القطاع المصرفي القبرص والوضع النقدي يشهد تحسنا ملحوظاً وكذلك مؤشر الاستثمار الى ارتفاع"، مشيرا الى ان ذلك جاء نتيجة الاصلاحات التي قامت بها الحكومة القبرصية والتزامها في تحقيق النمو وخلق فرص العمل والاستدامة"، مرحبا بالتعاون مع القطاع المصرفي اللبناني.
وعرض اهمية قبرص على المستوى الاقتصادي، تجاريا ومصرفيا واستثماريا، داعيا رجال الاعمال اللبنانيين الى الاستثمار في بلاده في مجالات السياحة والعقار والادوية والمصارف.
ولفت الى ان "اللقاء اليوم سيتناول بشكل معمق التعاون في مجال الطاقة، النفط والغاز"، مؤكدا "اننا سنقدم كل التسهيلات اللازمة لرجال الاعمال اللبنانيين الراغبين في الاستثمار في قبرص.
تكريم
بعد الانتهاء من الكلمات قدم شقير مع رئيس غرفة طرابلس توفيق دبوسي ورئيس غرفة صيدا محمد صالح درع اتحد الغرف اللبنانية الى الرئيس قبرصي، كما قدم شقير للضيف كتاب غرفة بيروت وجبل لبنان.
جلسات العمل
ثم بدأت جلسات العمل، وتحدث بداية وزير الطاقة والتجارة والصناعة والسياحة القبرصي، عن التعاون في مجالي السياحة والنفط والغاز، مؤكدا وجود فرصا كبيرة في هذين القطاعين.
وتحدث عضو هيئة البترول والغاز في لبنان وسام ذهبي ممثلا وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل، عن التقدم الحاصل مسار استخراج النفط والغاز في لبنان والخطوات التي قامت بها الحكومة اللبنانية في هذا الاطار.
وتحدث رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين فادي الجميل عن النجاحات التي حققها البلدين في المجال الصناعي، داعيا الى التعاون لخلق تكامل في صناعات محددة لزيادة قدرتها لتنافسية في الاسواق العالمية.
كما دعا الى التعاون والاستفادة من لبنان أجل الدخول الى اسواق العربية والافريقية، والاستفادة من قبرص للدخول الى الاسواق الاوروبية.
وفي جلسة فرص الاستثمار، تحدث رئيس ايدال نبيل عيتاني الذي عرض الميزات الاستثمارية التي يتمتع بها لبنان، مؤكدا انه لا يزال ابرز الدول في المنطقة الجاذبة للاستثمار استنادا على الكثير من المقومات، مشيرا الى التوجه القوي لتحفيز الاستثمار في قطاع المعرفة.
وتحدث رئيس نقابة المقاولين اللبنانيين مارون الحلو، فأشار الى اهتمام اللبنانيين بالاستثمار في قبرص في ظل سعي الحكومة القبرصي لتشجيع الاستثمارات عبر توفير التسهيل والحوافز اللازمة، لافتا الى اهتمام رجال اللاعمال اللبنانيين بالاستثمار في قطاعي التطوير العقاري والبناء.
ودعا الحلو الشركات القبرصية لمشاركة شركات المقاولات اللبنانية في إعادة اعمار سوريا والعراق.
وتحدث رئيس مجلس الاعمال اللبناني القبرصي جورج شهوان، عن تطور العلاقات الاقتصادية في البلدين والنشاط الذي يقوم به رجال الاعمال اللبنانيين في قبرص، وفرص الاستثمار في لبنان.
وتحدث رئيس مجلس الاعمال القبرصي انطوني حجي روسوس، فعرض الميزات التفاضلية التي يتمتع بها الاقتصاد القبرصي، لا سيما على مستوى الاستثمار في ظل قانون عصري لتشجيع الاستثمار يوفر الكثير من التسهيلات والحوافز للمستثمرين.
غداء ولقاءات عمل ثنائية
بعد الانتهاء من جلسات العمل، اقيم غداء في نادي الاعمال في غرفة بيروت وجبل لبنان على شرف الوفد القبرصي، ومن ثم عقدت لقاءات عمل ثنائية بين رجال الاعمال القبارصة ونظرائهم اللبنانيين للبحث في امكانية خلق شراكات عمل بين الطرفين.