تطلق الهيئات الاقتصادية "صرخة كبيرة" الاثنين المقبل، للتعبيرعن خطورة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي الذي يتربص بالبلاد. ويأتي ذلك من ضمن سلسلة التحركات التي تنوي الهيئات تنفيذها لمواجهة تداعيات الاحداث الأمنية وعدم الاستقرار السياسي على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي.
فالهيئات تنظم لقاء موسعاً في الثالثة والنصف بعد ظهر الاثنين في فندق "فينيسيا إنتركونتيننتال" تحت عنوان "كي يبقى لنا اقتصاد"، نظراً لتردي الاوضاع، و"لأن المخاطر لم تعد تهدد موسم الاصطياف فحسب، بل الواقع الاقتصادي برمته"، بحسب ما اعلن رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير لـ"المستقبل"، والذي اشار الى انه سيتم ايضاً إعداد وثيقة من المقرر تقديمها إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان خلال زيارة يقوم بها وفد الهيئات الى قصر بعبدا في اليوم التالي من انعقاد الملتقى، على ان يتم إعلان عناوين هذه الوثيقة في ختام الملتقى"، موضحا انه سيتم التمني على سليمان طرح الوثيقة على طاولة الحوار المزمع عقدها.
وقال "وصل الوضع الاقتصادي في البلد الى شفير الهاوية. لا اريد ان استخدم كلمة انهيار، لكن اذا أكملنا على هذا المنحى سنصل حتماً الى الانهيار. فللمرة الاولى في تاريخ لبنان، نرى ان قسما من الشعب اللبناني بدأ يجوع.. لا يوجد اي مؤشر اقتصادي الا وسجل تراجعا كبيرا، خصوصا بعد الاحداث التي شهدتها طرابلس وعكار وبيروت وبعض المناطق الاخرى"، مؤكدا في الاطار عينه على الضرر الكبير الذي لحق بالبلاد جراء قرار بعض الدول الخليجية. واشار الى انه "خلال الايام العشرة الاخيرة، انخفض استهلاك البنزين 25 في المئة رغم تراجع اسعاره، فيما انخفضت الحركة التجارية في الاسواق نحو 80 في المئة، كما انخفضت الحركة السياحية بحدود 75 في المئة. هذه ارقام مخيفة تنذر بكارثة اقتصادية كبيرة. وأعلن ان الصرخة ليست من أجل موسم الصيف فحسب، لأن الخوف بات على مستقبل لبنان.
وسأل شقير: الى اين ذاهبون؟ أين الوعي لدى أهل السياسة؟ ومن سيحكمون ؟ هل يحكمون بلدا مفلسا وشعبا جائعا؟ وقال "الجميع لديهم علم بهجرة اليد العاملة منذ سنوات، لكن اليوم نواجه هجرة جديدة من نوع آخر وهي هجرة اصحاب العمل، وهذا أمر خطر جداً".
وعن الرسالة المراد ايصالها، قال "لقد رأينا خلال الفترة الوجيزة الماضية، ان الحوار بات في الشارع. وإذا انطلقت الشرارة في الشارع، نعرف متى تبدأ لكننا لا نعرف متى ستنتهي. واضاف "الوضع فعلا خطر، الناس متشنجة ومتعبة وبدأت تجوع". وأمل من كل رجال الاقتصاد والمال والفعاليات الاقتصادية المشاركة باللقاء الموسع، "من أجل ان نكون جميعا يدا واحدة وصرختنا واحدة، لأننا كلنا نتوجع وكلنا في نفس المركب، وإذا غرق المركب فانه سيغرق بالجميع، من دون التمييز بين شخص وآخر بحسب طائفته ولا مذهبه وفريقه السياسي". وقال "لم تعد مقبولة هذه الطريقة بإدارة البلاد التي اوصلتنا الى الخراب"، متسائلا "هل يعقل ان تدار البلاد ومصالح الناس على اساس ما سمعناه من وزير الطاقة والمياه والذي هدد بقطع الكهرباء عن كل لبنان؟".
ووصف ما يحصل بأنه "مسخرة"، سائلا ما هي هذه الحكومة التي يوجد فيها فريق سياسي يهدد الشعب اللبناني بقطع الكهرباء عنهم؟ هل باتت الشركة ملكاً له؟.
ودعا الشعب اللبناني الى الضغط على السياسيين، وقال "يجب ان نكون جميعا يدا واحدة من كل الطوائف والمذاهب، لأنه إذا سقط الاقتصاد سيسقط الجميع معه"، محذرا من "اننا دخلنا في مرحلة الخطر". وعما إذا كانت هذه الصرخة موجهة الى الحكومة، او الى ابعد منها، قال "وضع الحكومة بات معروفا، فأكثرية الموجودين فيها لا يهمها سوى الصفقات، ولا احد منها يهمه البلد، اما الصرخة فهي موجهة لكل القوى السياسية الموجودة بالبلد".
وعن جدوى التحرك خصوصا ان تحركات مماثلة للهيئات لم تجدِ نفعا، أمل شقير خيرا بطاولة الحوار، للوصول الى التهدئة، لأنه لا مصلحة لأحد ان تصل المشاكل الى الشارع، ولا مصلحة لاي فريق سياسي ان يصل مؤيدوه الى حد الجوع. فإذا كان الشعب جائعا والاقتصاد منهارا هذا يعني الخراب، فمن يريد ذلك؟
وحذر من ان "البلد وصل للأسف الى مرحلة سوداء، لقد دخلنا النفق لا نعرف متى سينتهي، وانا خائف على العمال، كما خوفي على المؤسسات، فهجرة المؤسسات اذا بدأت هذا مؤشر خطير، لأنه إذا هاجرت مؤسسة هذا يعني انها ستترك وراءها أكثر من 200 عائلة في البلد عاطلة عن العمل.