ضمن مؤتمر صحافي في غرفة بيروت وجبل لبنان جمعية OpenMinds
بو صعب:سنتابع التقدم لترسيخ دور الدولة
في العناية بالأولاد ذوي الإحتياجات الخاصة
شقير:مشروع دمج الطلاب ذوي الإحتياجات اقتصادي واجتماعي بامتياز
ونأمل من الوزير بو صعب أن يحمل هذه الأمانة إلى مجلس الوزراء
ربّاط: لتخصيص "كوتا" في سوق العمل لذوي الإحتياجات
وتوفير اعتمادات في الموازنة لإنشاء أقسامٍ لهم ضمن المدارس
وعد وزير التربية والتعليم العالي الاستاذ الياس بو صعب بالعمل على متابعة "التقدم لترسيخ دور الدولة"في العناية بالأولاد ذوي الإحتياجات الخاصة، بعد أن "بدأت خطواتها الأولى في هذا المجال"، وعلى "توسيع إطار الرعاية بالتعاون مع الوزرارات المعنية والمجتمع المدني والجهات المانحة والمنظمات الدولية المهتمة"، فيما اعتبر رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان السيد محمد شقير مشروع دمج الطلاب ذوي الإحتياجات اقتصادي واجتماعي بامتياز، آملا من الوزير بو صعب أن يحمل هذه الأمانة إلى مجلس الوزراء.
واقترحت رئيسة جمعيّة OpenMinds السيدة غيدا ربّاط بتخصيص "كوتا" لذوي الإحتياجات الخاصّة في سوق العمل بما يضمن"توظيفهم في القطاعين العام والخاصّ"، وطالبت بتعميم تجربة "إنشاء أقسامٍ معدّةٍ لذوي الإحتياجات الخاصّة ضمن حرم المدارس وضمن البرامج الدراسيّة التّقليديّة"على كلّ المدارس الرسميّة والخاصّة، داعيةً إلى "توفير اعتمادات في الموازنة العامّة للدولة" لهذا الغرض.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي، عقد البارحة في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان لجمعية OpenMinds برعاية الوزير بو صعب، وبحضور رئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار، ورئيس غرفة صيدا والجنوب محمد صالح، والقائم باعمال رئاسة غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي، ونواب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد لمع وغابي تامر ونبيل فهد، ومدير عام غرفة بيروت وجبل لبنان ربيع صبرا، وحشد من الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية ورؤساء النقابات ورجال اعمال.
شقير
بداية القى شقير كلمة قال فيها " أن عقد المؤتمر الصحافي في الغرفة يعبر افضل تعبير عن التضامن حول قضايا اجتماعية سامية، ويجسد أعلى درجات المسؤولية الاجتماعية التي يجب ان يتحملها الجميع لمساعدة كل من يحتاج المساعدة".
وأضاف "صحيح ان غرفة بيروت وجبل لبنان هي بيت الاقتصاد اللبناني، وحاضنة للاعمال وللقطاع الخاص، لكن في الوقت نفسه فان الغرفة هي ايضا بيت الخير والعطاء، من ضمن ايمانها العميق بالمسؤولية الاجتماعية للشركات التي تساهم بشكل فاعل في تحقيق الاستقرار الاجتماعي وبالتالي النمو المستدام".
وشدد على "الحاجة في هذا الزمن الصعب الى أكبر قدر من التضامن والتكاتف للتخفيف من الكثير من الاوجاع والآلام التي تصيب شرائح عريضة من المجتمع اللبناني". ودعا "جميع المقتدرين إلى المساهمة في مشروع دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة".
وتابع شقير: "نحن في لبنان قادرون على الوقوف على ارجلنا وقادرون ان نبرهن ان لدينا الكثير من الخير في البلد والكثير من الخير لدى الشعب، واننا نفكر ببعضنا بعضاً بما يحقق خير المجتمع وخير الاقتصاد".
وأشاد بما تقوم به جمعية OpenMinds"من اعمال يعتز بها كل لبناني"، مؤكداً "الدعم المطلق لمشاريعها التي تعود بالفائدة على المجتمع اللبناني، ,الوقوف الى جانبها في سعيها لإدراج هذه القضية الوطنية من ضمن البرامج الحكومية في لبنان".
وقال شقير: "نحن فخورون بما تقومون به من اعمال تتعدى ما يقوم به الكثير من أهل الاقتصاد وأهل السياسة. هذا الامر واضح، بعطاءاتكم واهتماماتكم التي تظهر جلية في اتاحة فرص التعليم للجميع، فانتم تبنون اجيالا قادرة على حمل رسالة لبنان، لبنان العلم والثقافة والتربية والاخلاق".
وأمل شقير من الوزير بو صعب "حمل الامانة الى مجلس الوزراء لتبني هذا المشروع الذي يعتبر مشروعا وطنيا اقتصاديا واجتماعيا بامتياز".
ربّاط
وتحدثت ربّاط فنوّهت بـ"الشّراكة الإستراتيجيّة"مع "عيادة الأطفال المميّزين" في المركز الطبّي للجامعة الأميركية في بيروت بإدارة الدكتورة روز ماري بستاني .وأبرزت "الإنجاز الذي حقّقّته OpenMinds أخيراً"والمتمثل في"ترميم وتجهيز طبقتين من المدرسة اللبنانيّة الإنجيلية وتخصيصهما للبرامج الأكاديميّة العاديّة كما للبرامج الوظيفيّة المعدّة لذوي الإحتياجات الخاصّة في أقسام التّعليم الثانوي". وأشارت إلى أن "هذه البرامج التي نجحت بشهادة الـتربويّين في دمج هؤلاء الأولاد مع أولئك الذّين يطلق عليهم تعارفاً الأولاد العاديّين، تعتبر ومن دون مبالغةٍ نموذجاً تربويّاً فريداً من نوعه في تاريخ التربية والتّعليم في لبنان". وقالت "إن OpenMinds اثبتت بالتّجربة ومن خلال نموذج المدرسة اللبنانيّة الإنجيليّة أنّ الأولاد المتوحّدين أو الذين يتطلّبون إحتياجاتٍ خاصة قادرون ليس على الإندماج في البيئة المدرسيّة التقليديّة وحسب بل قادرون أيضاً على الإبداع والتفوّق وعلى حجز أماكنهم في مراحل التّعليم العالي تحضيراً لإندماجهم في المجتمع وبالأخصّ في سوق العمل حيث يتحوّلون إلى مواطنين منتجين أسوةً بكلّ المواطنين في لبنان".
وإذ لفتت إلى أن تعاون الجمعية مع وزارة التربية والتعليم العالي "وتبادل التجارب والتشاور المستمرّ"بينهما لم يتوقف، أعلنت باسم الجمعيّة مجموعة مطالب رأت أنها "يجب أن تشكّل أولويّةً وطنيّةً"، وفي مقدمها "العمل على تعميم نموذج المدرسة اللبنانيّة الإنجيليّة في كلّ المدارس الرسميّة والخاصّة"، وإعداد مسؤولين تربويّين يستطيعون مواكبة التلامذة من ذوي الإحتياجات الخاصّة في كلّ المراحل الدّراسيّة". كذلك دعت إلى "توفير اعتمادات في الموازنة العامّة للدولة لإنشاء أقسامٍ معدّةٍ لذوي الإحتياجات الخاصّة ضمن حرم المدارس وضمن البرامج الدراسيّة التّقليديّة". وحضّت وزارة الصّحة على "البدء بصوغ خطّةٍ وطنيّةٍ لبيانات (داتا) الإحتياجات الخاصّة في لبنان والعمل على تحديد أسبابها تمهيداً لوضع إستراتيجيّة مواجهةٍ مناسبة". وطالبت "بوضع خطة اندماجٍ إجتماعيٍ وطنيّةٍ لصالح الأولاد ذوي الإحتياجات الخاصّة يضمن لهم كوتا كمرحلةٍ أولى في سوق العمل ويتيح توظيفهم في القطاعين العام والخاصّ". واقترحت أن تبادر وزارات التربية والصحّة والشؤون الإجتماعيّة والإقتصاد إلى "تشكيل صندوقٍ مستقلٍ بهيئةٍ إداريةٍ مستقلّةٍ مهمّته الإشراف على المشاريع التربويّة الهادفة إلى دمج الأولاد ذوي الإحتياجات الخاصّة". ورأت ضرورة أن تسعى الحكومة اللّبنانيّة إلى "ربط مؤسّسات المجتمع المدني المعنيّة بذوي الإحتياجات الخاصة بصناديق دوليةٍ تساعدها على استمراريّتها".
وأكدّت ربّاط "استعدادOpenMinds للتواصل والتنسيق مع كلّ الجمعيّات الأهليّة اللبنانيّة التي تعتني بالأولاد ذوي الإحتياجات الخاصّة لوضع كلّ الإمكانات بتصرّف جهدٍ مشتركٍ ومنظّمٍ يهدف إلى مواجهة أمراض التوحّد والإحتياجات الخاصة بكلّ الوسائل المتاحة".
وختمت كلمتها بالإعلان عن تنظيم حفل العشاء السّنوي للعام 2015 في 2 شباط المقبل في The One،داعية"كلّ الشركاء والمؤسسات المانحة إلى تجديد ثقتها ودعمها لـOpenMinds".
بو صعب
شدد ابو صعب خلال المؤتمر الصحافي الذي تحدث فيه أيضاً عن انجازات رئيس الغرفة محمد شقير ودوره الريادي، على أن "التلامذة وجميع الأولاد من ذوي الإحتياجات الخاصة يستحقون إهتماماً أكبر من الدولة ومن جانب مؤسسات المجتمع المدني على السواء، على اعتبار ان الدول الراقية تخص هذه الشريحة الغالية من أبنائها بإهتمام يفوق اهتمامها بجميع أبناء الشعب، وذلك لكي تؤكد دورها بأنها دول راعية للجميع وخصوصاً للأبناء الذين يعانون صعوبات أو حاجات خاصة".
وإذ لاحظ أن "المؤسسات الخاصة التربوية والإجتماعية والإنسانية كانت ولا تزال صاحبة الريادة في مواجهة هذه المسألة واحتضان الأولاد ذوي الإحتياجات الخاصة، وقد طبقت منذ زمن سياسة الدمج في مؤسساتها التربوية"، أشار إلى أن"وزارة التربية فقد دخلت حديثاً إلى هذا المجال وبدأت خطواتها بخطة وطنية لدمج ذوي الإحتياجات الخاصة، تولى المركز التربوي للبحوث والإنماء وضعها بالتعاون مع القطاع الخاص، وتم تحديد عدد قليل من المدارس الرسمية الدامجة وبدأت عملية تدريب أفراد الهيئة التعليمية على رعاية ومتابعة واكتشاف أصحاب الإحتياجات الخاصة ومنهم أصحاب حاجات غير ظاهرة وغير معروفة إلا من جانب الخبراء". وذكّر بأن الوزارة"إفتتحتأخيراً في دار المعلمين والمعلمات في جونية مركزاً متخصصاً لأكتشاف ومعالجة ذوي الإحتياجات الخاصة في المدارس الرسمية، معززاً بالخبراء والمرشدين النفسيين"، لافتاً إلى أن "هذه الخطوات ترافقت مع إحياء اليوم الوطني لذوي الصعوبات التعليمية الذي تم إطلاقة بالشراكة بين الوزارة ومؤسسة سكيلد برئاسة الدكتور نبيل قسطه، وهو محطة سنوية للتذكير بهؤلاء الأبناء وبقضيتهم وبالمشاريع الممكن تحقيقها بالشراكة بين القطاعين الرسمي والخاص، كما أنه عنوان للتضامن الوطني وبذل الجهود المشتركة من أجل التقدم في معالجة هذه المسألة".
وشكر ابو صعب لجمعية OpenMinds" تجهيزها طبقتين في المدرسة الإنجيلية اللبنانية لدمج التلامذة ذوي الإحتياجات الخاصة في المرحلة الثانوية من التعليم"، معلناً عزمهعلى "متابعة الجهود لوضع هذه القضية في أولويات عمل الوزارة لكي تكتمل حلقة الرعاية التربوية للجميع".
وشدد أبو صعب على أن"الدولة وحدها غير جاهزة وغير قادرة على العناية بالأولاد ذوي الإحتياجات الخاصة، لكنها بدأت خطواتها الأولى في هذا المجال". وختم قائلاً: "سنتابع التقدم لكي نرسخ هذا الدور ونوسع إطار العمل والرعاية بالتعاون مع الوزرارات المعنية والمجتمع المدني والجهات المانحة والمنظمات الدولية المهتمة ، آملين في ألا يعيق هذه المسيرة أي عائق، لكي يتساوى الجميع في الحصول على الخدمة كمواطنين يتمتعون بكل الحقوق والواجبات".
وبعدما قدم شقير كتاب غرفة بيروت وجبل لبنان الى كل من الوزير بو صعب ورباط، دعا الجميع الى حفل غداء اقيم في نادي الاعمال في الغرفة.