بإسمي وإسم إتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان، يسعدني أن أشارك في إجتماع اللجنة الوطنية المعنية بتحقيق أهداف التنمية المستدامة لرصد مقاربة القطاع الخاص لأهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأين نحن منها اليوم في لبنان.
إن مشاركة القطاع الخاص في نشاطات وأعمال اللجنة الوطنية المعنية بأهداف التنمية المستدامة إنما ينطلق من أساسين: أولاً عمق الإهتمام الذي توليه الغرف اللبنانية لموضوع التنمية المستدامة بكل مندرجاته والذي بات جزءاً من إستراتيجية عملنا، وثانياً إلتزامنا بعلاقات التنسيق والتعاون مع مؤسسات الدولة وفعاليات المجتمع المدني والمنظمات الدولية في كل نشاط يصب في خدمة مجتمعنا وإقتصادنا.
إن أتحاد الغرف اللبنانية كممثل للقطاع الخاص، يتحرك في كل الإتجاهات للضغط وتحقيق معظم أهداف التنمية المستدامة (17) بمختلف مجالاتها الإقتصادية والبيئية والإجتماعية ونأمل أن نتوصل سويا لإنجاز الشطر الأكبر منها قبل حلول العام 2030. لذا قادت الغرف على مدى الأعوام الماضية جملة مبادرات وبرامج داعمة للتنمية المستدامة أوجزها بالتالي:
على صعيد دعم تنافسية الإقتصاد الوطني
يقود اتحاد الغرف تحرك الهيئات الاقتصادية لمعالجة الملفات الإقتصادية والمعيشية والإجتماعية ويجند الخبراء المتخصصين لاعداد الملفات والدراسات المتضمنة ملاحظات واقتراحات القطاع الخاص حول ابرز المواضيع الاقتصادية أهمها: ملف الموازنة العامة وسلسلة الرتب والسياسة الضرائبية، مكافحة الفساد والتهريب، نشر مبدأ الحوكمة في المؤسسات، سلامة الغذاء، معالجة النفايات، التغطية الصحية للمتقاعدين، مشروع تطوير قانون الضمان الاجتماعي، وانشاء نظام التقاعد والعجز والوفاة وغيرها.
على صعيد التنمية البشرية
على مستوى دعم المساواة وتكافؤ الفرص
في هذا الإطار، يشارك الاتحاد كعضو أساسي في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة ويساند الهيئة في أنشطتها وفي تنظيم المؤتمرات نذكر آخرها في العام 2017 حيث تم منح جوائز للمؤسسات الداعمة للمساواة بين الجنسين في مكان العمل، بالإضافة إلى التوقيع على إتفاقية الكوتا النسائية بنسبة 30? في القطاعين العام والخاص، كذلك تم تأسيس المجلس اللبناني للسيدات القياديات مؤخراً بمبادرة من إتحاد الغرف.
على مستوى مشاريع التنمية المستدامة والتوعية البيئية
المشاركة في العديد من مشاريع الشراكة الأوروبية الممولة من الإتحاد الأوروبي والتي تندرج ضمن اطار برنامج سياسة الجوار عبر الحدود وتهدف الى تعزيز التنمية المستدامة في شتى المجالات الإقتصادية والبيئية والإجتماعية ومن أهم هذه المشاريع:
ولقد بادر الاتحاد مؤخراً إلى رصد أداء نخبة من المؤسسات الاعضاء الرائدة والناشطة في مجال المسؤولية الإقتصادية والإجتماعية والبيئية، فأظهرت النتائج انسجاماً وتكاملاً مع الجهود المبذولة من قبل اتحاد الغرف لجهة تشجيع مبادرات الأعمال لخلق فرص عمل جديدة وحملات التوعية البيئية حيال فرز النفايات وإستخدام الطاقة المتجددة ودعم السياحة الريفية البيئية ومراعاة مبادئ العمل اللائق وسلامة الغذاء والصحة العامة وتعزيز المساواة بين الجنسين وتكافؤ فرص العمل في المؤسسات.
ونحن في إتحاد الغرف اللبنانية نلتزم وضع كافة مواردنا وأجهزتنا لتعميم مشاركة مؤسسات القطاع الخاص في تطبيق أهداف وتوجهات خطة التنمية المستدامة للعام 2030، ولن نألو جهداً للتعاون مع كافة الأطراف لوضع "خارطة طريق" لسياسة وطنية شاملة يكون الإصلاح المؤسساتي في طليعة أولوياتها في خدمة حاضر ومستقبل التنمية المستدامة في لبنان وشكراً.